الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        222 - قوله تعالى :

                                                                                                                        فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا

                                                                                                                        11418 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن رقبة ، عن أبي إسحاق ، [ ص: 194 ] عن سعيد بن جبير ، قال : قيل لابن عباس : إن نوفا يزعم أن موسى عليه السلام الذي ذهب يلتمس العلم ليس بموسى بني إسرائيل ، قال : أسمعته يا سعيد ؟ قال : نعم ، قال : كذب نوف ، حدثنا أبي بن كعب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه بينا موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأيام الله - وأيام الله نعماؤه وبلاؤه - قال : ما أعلم في الأرض رجلا خيرا مني ، وأعلم مني " قال : " فأوحى الله إليه : إني أعلم بالخير منه أو : عند من هو ، إن في الأرض رجلا هو أعلم منك ، قال : يا رب فدلني عليه ، فقيل له : تزود حوتا مالحا ، فإنه حيث تفقد الحوت " قال : " فانطلق هو وفتاه حتى انتهيا إلى الصخرة ، فعمي فانطلق وترك فتاه ، فاضطرب الحوت في الماء ، فجعل لا يلتمم عليه إلا صار مثل الكوة " قال : " فقال فتاه : ألا ألحق نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ؟ " قال : " فنسي ، فلما تجاوزا : قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ، قال : " ولم يصبهم نصب حتى تجاوزا " قال : " فتذكر فقال : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا ، فأراه مكان الحوت ، فقال : هاهنا وصف لي ، قال : [ ص: 195 ] فذهب يلتمس ، فإذا هو بالخضر مسجى ثوبا مستلقيا على القفا ، فقال : السلام عليكم ، فكشف الثوب عن وجهه ، فقال : وعليكم السلام ، من أنت ؟ قال : أنا موسى ، قال : ومن موسى ؟ قال : موسى بني إسرائيل ، قال : ما جاء بك ؟ قال : جئت لتعلمني : مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ، شيء أمرت أن أفعله ، إذا رأيتني لم تصبر : قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ، قال : انتحى عليها ، قال له موسى عليه السلام : أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلمانا يلعبون ، قال : فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتله ، قال : فذعر عندها موسى ذعرة منكرة قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عند هذا المكان : رحمة الله علينا وعلى موسى ، لولا عجل لرأى العجب ، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة " قال : قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ، [ ص: 196 ] ولو صبر لرأى العجب ، قال : وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه : رحمة الله علينا وعلى أخي هذا ، رحمة الله علينا ، قال : فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية ، لئاما ، فطافا في المجالس ، فـ : استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ، إلى آخر الآية ، فإذا جاء الذي يتخسرها وجدها منخرقة فيجاوزها ، وأصلحوها بخشبة ، وأما الغلام ، فطبع يوم طبع كافرا ، كان أبواه قد عطفا عليه ، فلو أنه أدرك أرهقهما ، طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ، الآية " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية