الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الخاء والطاء وما يثلثهما

                                                          ( خطف ) الخاء والطاء والفاء أصل واحد مطرد منقاس ، وهو استلاب في خفة . فالخطف الاستلاب . تقول . خطفته أخطفه ، وخطفته أخطفه . وبرق خاطف لنور الأبصار . قال الله تعالى : يكاد البرق يخطف أبصارهم ، والشيطان يخطف السمع ، إذا استرق . قال الله تعالى : إلا من خطف الخطفة . ويقال للشيطان : " الخطاف " ، وقد جاء هذا الاسم في الحديث : . وجمل خيطف : سريع المر . وتلك السرعة الخيطفى . قال :


                                                          وعنقا باقي الرسيم خيطفا

                                                          وبه سمي الخطفى ، والأصل فيه واحد ; لأن المسرع يقل لبث قوائمه على الأرض ، فكأنه قد خطف الشيء . ويقال هو مخطف الحشا ، إذا كان منطوي [ ص: 197 ] الحشا . وذلك صحيح ; لأنه كأن لحمه خطف منه فرق ودق . فأما قولهم : رمى الرمية فأخطفها ; إذا أخطأها ، فممكن أن يكون من الباب ، [ وممكن أن يكون ] الفاء بدلا من الهمزة . قال :


                                                          إذا أصاب صيده أو أخطفا

                                                          والخطاف : طائر ، والقياس صحيح ، لأنه يخطف الشيء بمخلبه . يقال لمخاليب السباع خطاطيفها . قال :


                                                          إذا علقت قرنا خطاطيف كفه     رأى الموت بالعينين أسود أحمرا

                                                          والخطاف : حديدة حجناء; لأنه يختطف بها الشيء ، والجمع خطاطيف . قال النابغة :


                                                          خطاطيف حجن في حبال متينة     تمد بها أيد إليك نوازع

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية