الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  256 باب المضمضة والاستنشاق في الجنابة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان حكم المضمضة والاستنشاق في غسل الجنابة ، هل هما واجبان أم سنتان ؟ وقال بعضهم : أشار ابن بطال وغيره إلى أن البخاري استنبط عدم وجوبهما من هذا الحديث ; لأن في رواية الباب الذي بعده في هذا الحديث : ثم توضأ وضوءه للصلاة . فدل على أنهما للوضوء ، وقام الإجماع على أن الوضوء في غسل الجنابة غير واجب والمضمضة والاستنشاق من توابع الوضوء ، فإذا سقط الوضوء سقط توابعه ، ويحمل ما روي من صفة غسله عليه الصلاة والسلام على الكمال والفضل . قلت : هذا الاستدلال غير صحيح ; لأن هذا الحديث ليس له تعلق بالحديث الذي يأتي . وفيه : التصريح بالمضمضة والاستنشاق ، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركهما ، فدل على المواظبة ، وهي تدل على الوجوب ، فإن قلت : ما الدليل على المواظبة ؟ قلت : عدم النقل عنه بتركه إياهما وسقوط الوضوء القصدي لا يستلزم سقوط الوضوء الضمني ، وعلى كل حال لم ينقل تركهما وأيضا النص يدل على وجوبهما كما ذكرنا فيما مضى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية