الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله : ( ( وتفسيره على ما أراد الله وعلمه ) ) إلى أن قال : ( ( لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا ) ) أي كما فعلت المعتزلة بنصوص الكتاب والسنة في الرؤية ، وذلك تحريف لكلام الله وكلام رسوله عن مواضعه . فالتأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاءت به السنة ، والفاسد المخالف له . فكل تأويل لم يدل عليه دليل من السياق ، ولا معه قرينة تقتضيه ، فإن هذا لا يقصده المبين الهادي بكلامه ، إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره ، حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ ، فإن الله أنزل كلامه بيانا وهدى ، فإذا أراد به خلاف ظاهره ، ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد ، لم يكن بيانا ولا هدى . فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء .

وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس ، فإن المقصود فهم مراد [ ص: 226 ] المتكلم بكلامه ، فإذا قيل : معنى اللفظ كذا وكذا ، كان إخبارا بالذي عناه المتكلم ، فإن لم يكن الخبر مطابقا كان كذبا على المتكلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية