الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1501 ) فصل : وينبغي للغاسل ، ولمن حضر ، إذا رأى من الميت شيئا مما ذكرناه ومما يحب الميت ستره ، أن يستره ، ولا يحدث به ; لما رويناه ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من ستر عورة مسلم ، ستره الله في الدنيا والآخرة } . وإن رأى حسنا مثل أمارات الخير ، من وضاءة الوجه ، والتبسم ، ونحو ذلك ، استحب إظهاره ، ليكثر الترحم عليه ، ويحصل الحث على مثل طريقته ، والتشبه بجميل سيرته .

                                                                                                                                            قال ابن عقيل : وإن كان الميت مغموصا عليه في الدين والسنة ، مشهورا ببدعته ، فلا بأس بإظهار الشر عليه ، لتحذر طريقته . وعلى هذا ينبغي أن يكتم ما يرى عليه من أمارات الخير ; لئلا يغتر مغتر بذلك ، فيقتدي به في بدعته . ( 1502 ) مسألة ; قال : ( وتلين مفاصله إن سهلت عليه ، وإلا تركها ) معنى تليين المفاصل هو أن يرد ذراعيه إلى عضديه ، وعضديه إلى جنبيه ، ثم يردهما ، ويرد ساقيه إلى فخذيه ، وفخذيه ، إلى بطنه ، ثم يردها ، ليكون ذلك أبقى للينه ، فيكون ذلك أمكن للغاسل ، من تكفينه ، وتمديده ، وخلع ثيابه ، وتغسيله .

                                                                                                                                            قال أصحابنا : ويستحب ذلك في موضعين ، عقيب موته قبل قسوتها ببرودته ، وإذا أخذ في غسله . وإن شق ذلك لقسوة الميت أو غيرها ، تركه ; لأنه لا يؤمن أن تنكسر أعضاؤه ، ويصير به ذلك إلى المثلة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية