بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الرقاق باب لا عيش إلا عيش الآخرة
6049 حدثنا أخبرنا المكي بن إبراهيم عبد الله بن سعيد هو ابن أبي هند عن عن أبيه رضي الله عنهما قال ابن عباس نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ قال عباس العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه سمعت قال النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ابن عباس
كتاب الرقاق
- باب لا عيش إلا عيش الآخرة
- باب مثل الدنيا في الآخرة
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
- باب في الأمل وطوله
- باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر
- باب العمل الذي يبتغى به وجه الله
- باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها
- باب قول الله تعالى يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا
- باب ذهاب الصالحين ويقال الذهاب المطر
- باب ما يتقى من فتنة المال
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا المال خضرة حلوة
- باب ما قدم من ماله فهو له
- باب المكثرون هم المقلون
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا
- باب الغنى غنى النفس
- باب فضل الفقر
- باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم من الدنيا
- باب القصد والمداومة على العمل
- باب الرجاء مع الخوف
- باب الصبر عن محارم الله وقوله عز وجل
- باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه
- باب ما يكره من قيل وقال
- باب حفظ اللسان
- باب البكاء من خشية الله
- باب الخوف من الله
- باب الانتهاء عن المعاصي
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
- باب حجبت النار بالشهوات
- باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك
- باب لينظر إلى من هو أسفل منه ولا ينظر إلى من هو فوقه
- باب من هم بحسنة أو بسيئة
- باب ما يتقى من محقرات الذنوب
- باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها
- باب العزلة راحة من خلاط السوء
- باب رفع الأمانة
- باب الرياء والسمعة
- باب من جاهد نفسه في طاعة الله
- باب التواضع
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين
- باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
- باب سكرات الموت
- باب نفخ الصور
- باب يقبض الله الأرض يوم القيامة
- باب كيف الحشر
- باب قوله عز وجل إن زلزلة الساعة شيء عظيم
- باب قول الله تعالى ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين
- باب القصاص يوم القيامة
- باب من نوقش الحساب عذب
- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب
- باب صفة الجنة والنار
- باب الصراط جسر جهنم
- باب في الحوض
التالي
السابق
9595 قوله بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الرقاق الصحة والفراغ ولا عيش إلا عيش الآخرة كذا لأبي ذر عن السرخسي وسقط عنده عن المستملي " الصحة والفراغ " ومثله والكشميهني للنسفي ، وكذا للإسماعيلي لكن قال " وأن لا عيش " كذا لكن قال " باب لا عيش " وفي رواية لأبي الوقت كريمة عن الكشميهني " ما جاء في الرقاق وأن لا عيش إلا عيش الآخرة " قال مغلطاي : عبر جماعة من العلماء في كتبهم بالرقائق قلت منهم ابن المبارك في " الكبرى " وروايته كذلك في نسخة معتمدة من رواية والنسائي النسفي عن والمعنى واحد والرقاق والرقائق جمع رقيقة وسميت هذه الأحاديث بذلك لأن في كل منها ما يحدث في القلب رقة قال أهل اللغة الرقة الرحمة وضد الغلظ ويقال للكثير الحياء رق وجهه استحياء وقال البخاري الراغب : متى كانت الرقة في جسم فضدها الصفاقة كثوب رقيق وثوب صفيق ومتى كانت في نفس فضدها القسوة كرقيق القلب وقاسي القلب وقال الجوهري : وترقيق الكلام تحسينه
[ ص: 234 ] قوله ( أخبرنا المكي ) كذا للأكثر بالألف واللام في أوله وهو اسم بلفظ النسب وهو من الطبقة العليا من شيوخ وقد أخرج البخاري أحمد عنه هذا الحديث بعينه
قوله ( هو ابن أبي هند ) الضمير لسعيد لا لعبد الله وهو من تفسير المصنف ووقع في رواية أحمد عن مكي جميعا " حدثنا ووكيع عبد الله بن سعيد بن أبي هند " وعبد الله المذكور من صغار التابعين لأنه لقي بعض صغار الصحابة وهو أبو أمامة بن سهل .
قوله عن أبيه في رواية عن يحيى القطان عبد الله بن سعيد " حدثني أبي " أخرجه قوله عن الإسماعيلي ابن عباس ) في الرواية التي بعدها " سمعت ابن عباس "
قوله ( ) كذا لسائر الرواة لكن عند نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ أحمد " الفراغ والصحة " وأخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق إسماعيل بن جعفر وابن المبارك كلهم عن ووكيع عبد الله بن سعيد بسنده ولم يبين لمن اللفظ وأخرجه الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الدارمي عن مكي بن إبراهيم شيخ فيه كذلك بزيادة ولفظه إن البخاري والباقي سواء وهذه الزيادة وهي قوله " من نعم الله " وقعت في رواية الصحة والفراغ نعمتان من نعم الله المشار إليها وقوله " نعمتان " تثنية نعمة وهي الحالة الحسنة وقيل هي المنفعة المفعولة على جهة الإحسان للغير والغبن بالسكون وبالتحريك وقال ابن عدي الجوهري : هو في البيع بالسكون وفي الرأي بالتحريك وعلى هذا فيصح كل منهما في هذا الخبر فإن من لا يستعملهما فيما ينبغي فقد غبن لكونه باعهما ببخس ولم يحمد رأيه في ذلك قال ابن بطال : معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغا حتى يكون مكفيا صحيح البدن فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه فمن فرط في ذلك فهو المغبون وأشار بقوله " كثير من الناس " إلى أن الذي يوفق لذلك قليل وقال : قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل ابن الجوزي
وقال الطيبي : ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - للمكلف مثلا بالتاجر الذي له رأس مال فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذق لئلا يغبن فالصحة والفراغ رأس المال وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس وعدو الدين ليربح خيري الدنيا والآخرة وقريب منه قول الله - تعالى - : هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم الآيات وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح وقوله في الحديث " مغبون فيهما كثير من الناس " كقوله - تعالى - : وقليل من عبادي الشكور فالكثير في الحديث في مقابلة القليل في الآية وقال القاضي : اختلف في وأبو بكر بن العربي فقيل الإيمان وقيل الحياة وقيل الصحة والأول أولى فإنه نعمة مطلقة وأما الحياة والصحة فإنهما نعمة دنيوية ولا تكون نعمة حقيقة إلا إذا صاحبت الإيمان وحينئذ يغبن فيها كثير من [ ص: 235 ] الناس أي يذهب ربحهم أو ينقص فمن استرسل مع نفسه الأمارة بالسوء الخالدة إلى الراحة فترك المحافظة على الحدود والمواظبة على الطاعة فقد غبن وكذلك إذا كان فارغا فإن المشغول قد يكون له معذرة بخلاف الفارغ فإنه يرتفع عنه المعذرة وتقوم عليه الحجة أول نعمة الله على العبد
قوله وقال هو بالمهملة والموحدة ابن عبد العظيم أحد الحفاظ بصري من أوساط شيوخ عباس العنبري وقد أخرجه البخاري ابن ماجه عن العباس المذكور فقال في كتاب الزهد من السنن في " باب الحكمة منه " حدثنا فذكره سواء قال العباس بن عبد العظيم العنبري : هذا الحديث صدر به الحاكم ابن المبارك كتابه فأخرجه عن عبد الله بن سعيد بهذا الإسناد قلت وأخرجه الترمذي من طريقه قال والنسائي الترمذي رواه غير واحد عن عبد الله بن سعيد فرفعوه ووقفه بعضهم على ابن عباس وفي الباب عن أنس انتهى وأخرجه من طرق عن الإسماعيلي ابن المبارك ثم من وجهين عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن سعيد ثم من طريق بندار عن عن يحيى بن سعيد القطان عبد الله به ثم قال قال بندار ربما حدث به يحيى بن سعيد ولم يرفعه وأخرجه من وجه آخر عن ابن عدي ابن عباس مرفوعا
[ ص: 234 ] قوله ( أخبرنا المكي ) كذا للأكثر بالألف واللام في أوله وهو اسم بلفظ النسب وهو من الطبقة العليا من شيوخ وقد أخرج البخاري أحمد عنه هذا الحديث بعينه
قوله ( هو ابن أبي هند ) الضمير لسعيد لا لعبد الله وهو من تفسير المصنف ووقع في رواية أحمد عن مكي جميعا " حدثنا ووكيع عبد الله بن سعيد بن أبي هند " وعبد الله المذكور من صغار التابعين لأنه لقي بعض صغار الصحابة وهو أبو أمامة بن سهل .
قوله عن أبيه في رواية عن يحيى القطان عبد الله بن سعيد " حدثني أبي " أخرجه قوله عن الإسماعيلي ابن عباس ) في الرواية التي بعدها " سمعت ابن عباس "
قوله ( ) كذا لسائر الرواة لكن عند نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ أحمد " الفراغ والصحة " وأخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق إسماعيل بن جعفر وابن المبارك كلهم عن ووكيع عبد الله بن سعيد بسنده ولم يبين لمن اللفظ وأخرجه الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الدارمي عن مكي بن إبراهيم شيخ فيه كذلك بزيادة ولفظه إن البخاري والباقي سواء وهذه الزيادة وهي قوله " من نعم الله " وقعت في رواية الصحة والفراغ نعمتان من نعم الله المشار إليها وقوله " نعمتان " تثنية نعمة وهي الحالة الحسنة وقيل هي المنفعة المفعولة على جهة الإحسان للغير والغبن بالسكون وبالتحريك وقال ابن عدي الجوهري : هو في البيع بالسكون وفي الرأي بالتحريك وعلى هذا فيصح كل منهما في هذا الخبر فإن من لا يستعملهما فيما ينبغي فقد غبن لكونه باعهما ببخس ولم يحمد رأيه في ذلك قال ابن بطال : معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغا حتى يكون مكفيا صحيح البدن فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه فمن فرط في ذلك فهو المغبون وأشار بقوله " كثير من الناس " إلى أن الذي يوفق لذلك قليل وقال : قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل ابن الجوزي
يسر الفتى طول السلامة والبقا فكيف ترى طول السلامة يفعل يرد الفتى بعد اعتدال وصحة
ينوء إذا رام القيام ويحمل
وقال الطيبي : ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - للمكلف مثلا بالتاجر الذي له رأس مال فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذق لئلا يغبن فالصحة والفراغ رأس المال وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس وعدو الدين ليربح خيري الدنيا والآخرة وقريب منه قول الله - تعالى - : هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم الآيات وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح وقوله في الحديث " مغبون فيهما كثير من الناس " كقوله - تعالى - : وقليل من عبادي الشكور فالكثير في الحديث في مقابلة القليل في الآية وقال القاضي : اختلف في وأبو بكر بن العربي فقيل الإيمان وقيل الحياة وقيل الصحة والأول أولى فإنه نعمة مطلقة وأما الحياة والصحة فإنهما نعمة دنيوية ولا تكون نعمة حقيقة إلا إذا صاحبت الإيمان وحينئذ يغبن فيها كثير من [ ص: 235 ] الناس أي يذهب ربحهم أو ينقص فمن استرسل مع نفسه الأمارة بالسوء الخالدة إلى الراحة فترك المحافظة على الحدود والمواظبة على الطاعة فقد غبن وكذلك إذا كان فارغا فإن المشغول قد يكون له معذرة بخلاف الفارغ فإنه يرتفع عنه المعذرة وتقوم عليه الحجة أول نعمة الله على العبد
قوله وقال هو بالمهملة والموحدة ابن عبد العظيم أحد الحفاظ بصري من أوساط شيوخ عباس العنبري وقد أخرجه البخاري ابن ماجه عن العباس المذكور فقال في كتاب الزهد من السنن في " باب الحكمة منه " حدثنا فذكره سواء قال العباس بن عبد العظيم العنبري : هذا الحديث صدر به الحاكم ابن المبارك كتابه فأخرجه عن عبد الله بن سعيد بهذا الإسناد قلت وأخرجه الترمذي من طريقه قال والنسائي الترمذي رواه غير واحد عن عبد الله بن سعيد فرفعوه ووقفه بعضهم على ابن عباس وفي الباب عن أنس انتهى وأخرجه من طرق عن الإسماعيلي ابن المبارك ثم من وجهين عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن سعيد ثم من طريق بندار عن عن يحيى بن سعيد القطان عبد الله به ثم قال قال بندار ربما حدث به يحيى بن سعيد ولم يرفعه وأخرجه من وجه آخر عن ابن عدي ابن عباس مرفوعا