[ ص: 274 ] سورة العنكبوت
مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر . ومدنية كلها في أحد قولي ابن عباس . وفي القول الثاني لهما وهو قول وقتادة يحيى بن سلام مكية كلها إلا عشر آيات من أولها مدنية إلى قوله وليعلمن المنافقين وقال علي رضي الله عنه نزلت بين مكة والمدينة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون
قوله تعالى : الم أحسب الناس أن يتركوا هذا لفظ استفهام أريد به التقرير والتوبيخ وفيه خمسة أقاويل :
أحدها : معناه أظن الذين قالوا لا إله إلا الله أن يتركوا فلا يختبروا أصدقوا أم كذبوا . قاله . الحسن
الثاني : أظن المؤمنون ألا يؤمروا ولا ينهوا ، قاله ابن بحر .
الثالث : أظن المؤمنون ألا يؤذوا ويقتلوا . قاله . وقال الربيع بن أنس : نزلت في أناس من أهل قتادة مكة خرجوا للهجرة فعرض لهم المشركون فرجعوا فنزلت [ ص: 275 ] فيهم فلما سمعوها خرجوا فقتل منهم من قتل وخلص من خلص فنزل فيهم والذين جاهدوا فينا الآية .
الرابع : أنها نزلت في ومن كان يعذب في الله عمار بن ياسر بمكة ، قاله . قال عبيد بن عمير : نزلت في الضحاك عباس بن أبي ربيعة أسلم وكان أخا أبي جهل لأمه أخذه وعذبه على إسلامه حتى تلفظ بكلمة الشرك مكرها .
الخامس : نزلت في قوم أسلموا قبل فرض الجهاد والزكاة فلما فرضا شق عليهم فنزل ذلك فيهم ، حكاه . وفي قوله : ابن أبي حاتم وهم لا يفتنون وجهان :
أحدهما : لا يسألون ، قاله . مجاهد
الثاني : لا يختبرون في أموالهم وأنفسهم بالصبر على أوامر الله وعن نواهيه .
قوله تعالى : ولقد فتنا الذين من قبلهم فيه وجهان :
أحدهما : بما افترضه عليهم .
الثاني : بما ابتلاهم به .
فليعلمن الله الذين صدقوا فيه وجهان :
أحدهما : فليظهرن الله لرسوله صدق الصادق ، قاله ابن شجرة .
الثاني : فليميزن الله الذين صدقوا من الكاذبين ، قاله النقاش وذكر أن هذه الآية نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أول قتيل من المسلمين يوم بدر قتله عامر ابن الحضرمي ، ويقال إنه أول من يدعى إلى الجنة من شهداء المسلمين، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر (سيد الشهداء مهجع .
قوله تعالى : أم حسب الذين يعملون السيئات قال : الشرك وزعم أنهم اليهود . قتادة
أن يسبقونا فيه وجهان :
أحدهما : أن يسبقوا ما كتبنا عليهم في محتوم القضاء .
الثاني : أن يعجزونا حتى لا نقدر عليهم ، وهو معنى قول . مجاهد
ويحتمل ثالثا : أن يفوتونا حتى لا ندركهم .
[ ص: 276 ] ساء ما يحكمون فيه وجهان :
أحدهما : ساء ما يظنون ، قاله ابن شجرة .
الثاني : ساء ما يقضون لأنفسهم على أعدائهم ، قاله . النقاش
تفسير سورة العنكبوت
- تفسير قوله تعالى الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون
- تفسير قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم
- تفسير قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم ف
- تفسير قوله تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله
- تفسير قوله تعالى ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما
- تفسير قوله تعالى وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون
- تفسير قوله تعالى فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار
- تفسير قوله تعالى ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين
- تفسير قوله تعالى ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية
- تفسير قوله تعالى خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين
- تفسير قوله تعالى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم
- تفسير قوله تعالى وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به
- تفسير قوله تعالى وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبي
- تفسير قوله تعالى ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يش
- تفسير قوله تعالى يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون
- تفسير قوله تعالى وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان
- تفسير قوله تعالى أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم