الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في ذكر قول الله عز وجل ، وإنما ذكر هذه الآية لأن المذكور في الحديث " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا " والآية المذكورة نزلت فيهم على ما نذكره عن قريب إن شاء الله تعالى . قوله : " من المؤمنين رجال " جملة اسمية من المبتدأ ، أعني " رجال " والخبر أعني " من المؤمنين " . وذكر الواحدي من حديث إسماعيل بن يحيى البغدادي عن أبي سنان عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي رضي الله تعالى عنه ، قال : قالوا له حدثنا عن طلحة ؟ فقال : ذاك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى : فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر طلحة ممن قضى نحبه ، لا حساب عليه فيما يستقبل . ومن حديث عيسى بن طلحة " أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مر عليه طلحة فقال : هذا ممن قضى نحبه " . وقال مقاتل في تفسيره : " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " ليلة العقبة بمكة ، " فمنهم من قضى نحبه " يعني : أجله ، فمات على الوفاء ، يعني : حمزة وأصحابه رضي الله تعالى عنهم المقتولين بأحد ، " ومنهم من ينتظر " يعني : من المؤمنين من ينتظر " أجله " يعني : على الوفاء بالعهد ، " وما بدلوا " كما بدل المنافقون . وفي تفسير النسفي : والنحب يأتي على وجوه : النذر أي : قضى نذره ، والخطر أي : فرغ من خطر الحياة لأن الحي على خطر ما عاش ، والسير السريع أي : سار بسرعة إلى أجله ، والنوبة أي : قضى نوبته ، والنفس أي : فرغ من أنفاسه ، والنصب أي : فرغ من نصب العيش وجهده ، وهذا كله يعود إلى معاني الموت وانقضاء [ ص: 102 ] الحياة . وقال الزمخشري : قضاء النحب عبارة عن الموت ، لأن كل حي لا بد له أن يموت ، فكأنه نذر لازم في رقبته ، فإذا مات فقد قضى نحبه ، أي : نذره .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية