الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين قال رب انصرني على القوم المفسدين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : أإنكم لتأتون الرجال أي تنكحون الرجال .

                                                                                                                                                                                                                                        وتقطعون السبيل فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 282 ] أحدها : أنه قطع الطريق على المسافر ، قاله ابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أنهم بإتيان الفاحشة من الرجال قطعوا الناس عن الأسفار حذرا من فعلهم الخبيث ، حكاه ابن شجرة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أنه قطع النسل للعدول عن النساء إلى الرجال ، قال وهب : استغنوا عن النساء بالرجال .

                                                                                                                                                                                                                                        وتأتون في ناديكم المنكر أي في مجالسكم المنكر فيه أربعة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : هو أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم ، قالته عائشة رضي الله عنها .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أنهم كانوا يخذفون من يمر بهم ويسخرون منه روته أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أنهم كانوا يجامعون الرجال في مجالسهم ، رواه منصور عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : هو الصفير ولعب الحمام والجلاهق والسحاق وحل أزرار القيان في المجلس ، رواه الحاكم عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 283 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية