الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        665 [ ص: 131 ] ( 11 ) باب صيام يوم عاشوراء

                                                                                                                        625 - مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه في الجاهلية . فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، صامه ، وأمر بصيامه . فلما فرض رمضان ، كان هو الفريضة . وترك يوم عاشوراء . فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه .

                                                                                                                        [ ص: 132 ] 626 - وذكر عن ابن شهاب ، " عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ; أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يوم عاشوراء عام حج ، وهو على المنبر يقول : يا أهل المدينة ! أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهذا اليوم : " هذا يوم عاشوراء . ولم يكتب عليكم صيامه ، وأنا صائم . فمن شاء فليصم ، ومن شاء فليفطر " .

                                                                                                                        [ ص: 133 ]

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        [ ص: 133 ] 14260 - قال أبو عمر : لا يختلف العلماء أن يوم عاشوراء ليس بفرض صيامه .

                                                                                                                        14261 - وفي هذا الحديث دليل على فضل صوم يوم عاشوراء ; لأنه لم يخصه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بندبه أمته إلى صيامه ، وإرشادهم إلى ذلك ، وإخباره إياهم بأنه صائم له ليقتدوا به - إلا لفضل فيه ، وفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسوة الحسنة .

                                                                                                                        14262 - وقوله : " فمن شاء فليصمه ، ومن شاء فليفطر " ، فإنها إباحة وردت بعد وجوب ; وذلك أن طائفة من العلماء قالوا : إن صوم يوم عاشوراء كان فرضا ثم نسخ بشهر رمضان ؛ فلهذا ما أخبرهم بهذا الكتاب .

                                                                                                                        14263 - واحتجوا بحديث الزهري عن عروة ، عن عائشة ، قالت : " كان صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل في رمضان . . . " الحديث .

                                                                                                                        14264 - وهكذا رواه ابن عيينة وجماعة عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة ، عن عائشة .

                                                                                                                        14265 - وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فوجد يهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال لهم : " ما هذا ؟ " قالوا : هذا يوم نجى الله فيه موسى ، وأغرق فرعون ; فنحن نصومه . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصيامه .

                                                                                                                        14266 - ولما فرض رمضان صام رسول الله صلى الله عليه وسلم - على وجه الفضيلة والتبرك ، [ ص: 134 ] وأمر بصيامه على ذلك ، وأخبر بفضل صومه ، وفعل ذلك بعده أصحابه .




                                                                                                                        الخدمات العلمية