الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( المسألة الثانية )

قال صاحب القبس : قال صالح المعتزلي : رؤيا المنام هي رؤية العين ، وقال آخرون : هي رؤية بعينين في القلب يبصر بهما ، وأذنين في القلب يسمع بهما ، وقالت المعتزلة : هي تخاييل لا حقيقة لها ، ولا دليل فيها ، وجرت المعتزلة على أصولها في تخييلها على العادة في إنكار أصول الشرع في الجن وأحاديثها والملائكة وكلامها ، وأن جبريل عليه السلام لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم بصوت لسمعه الحاضرون ، وأما أصحابنا فلهم أقوال ثلاثة قال القاضي : هي خواطر واعتقادات ، وقال الأستاذ أبو بكر هي أوهام ، وهو قريب من الأول ، وقال الأستاذ أبو إسحاق : هي إدراك بأجزاء لم تحلها آفة النوم ، فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق ، وهو بالمغرب أو نحوه فهي أمثلة جعلها الله - تعالى - دليلا على تلك المعاني كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم للكتابة دليلا على المعاني فإذا رأى الله - تعالى - أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله فإن كان موحدا رآه حسنا أو ملحدا رآه قبيحا ، وهو أحد التأويلين في قوله عليه السلام { رأيت ربي في أحسن صورة } قال بعض العلماء : قال لي بعض الأمراء : رأيت البارحة النبي صلى الله عليه وسلم في أشد ما يكون من السواد فقلت : له ظلمت الخلق وغيرت الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة فالتغيير فيك لا شك فيه وكان متغيرا علي وعنده كاتبه وصهره وولده فأما الكاتب فمات ، وأما الآخران فتنصرا وأما هو فكان مستندا فجلس على نفسه وجعل يتعذر ، وكان آخر كلامه وددت أن أكون حميا لنخلات أعيش بها بالثغر قلت له : وما ينفعك أنا أقبل أنا عذرك وخرجت فوالله ما توقفت لي عنده بعد [ ص: 244 ] حاجة

[ ص: 244 ]

التالي السابق


[ ص: 244 ] حاشية ابن حسين المكي المالكي

( المسألة الثانية )

قال صاحب القبس لأصحابنا أهل السنة في رؤيا المنام ثلاثة أقوال فقال القاضي : هي خواطر واعتقادات ، وقال الأستاذ أبو إسحاق هي إدراك بأجزاء لم تحلها آفة النوم فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق .

وهو بالمغرب أو نحوه فهي أمثلة جعلها الله - تعالى - دليلا على تلك المعاني كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم للكتابة دليلا على المعاني فإذا رأى الله - تعالى - أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله فإن كان موحدا رآه حسنا أو ملحدا رآه قبيحا ، وهو أحد التأويلين في قوله عليه السلام { رأيت ربي في أحسن صورة } قال بعض العلماء قال لي بعض الأمراء : رأيت البارحة النبي صلى الله عليه وسلم في أشد ما يكون من السواد فقلت له : ظلمت الخلق وغيرت الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة فالتغيير فيه لا شك فيه وكان متغيرا علي ، وعنده كاتبه وصهره وولده فأما الكاتب فمات ، وأما الآخران فتنصرا ، وأما هو فكان مستندا فجلس على نفسه وجعل يتعذر وكان آخر كلامه وددت أن أكون حميا لنخلات أعيش بها بالثغر قلت له : وما ينفعك أن أقبل أنا عذرك فخرجت فوالله ما توقفت لي عنده بعد حاجة ، وأما المعتزلة فقالوا : هي تخاييل لا حقيقة لها ، ولا دليل فيها وجرت المعتزلة على أصولها في تخييلها على العادة في إنكار أصول الشرع في الجن وأحاديثها والملائكة وكلامها

[ ص: 268 ] وإن جبريل عليه السلام لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم بصوت لسمعه الحاضرون وقال صالح المعتزلي رؤيا المنام هي رؤية العين ، وقال آخرون هي رؤية بعينين في القلب يبصر بهما وأذنين في القلب يسمع بهما ا هـ بتصرف




الخدمات العلمية