الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال يوسف : هي راودتني عن نفسي ؛ [ ص: 103 ] أي: هي التي أرادت السوء؛ وشهد شاهد من أهلها ؛ قيل: إنه رجل حكيم؛ وقيل: إنه طفل؛ إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين

                                                                                                                                                                                                                                        أي: إن كان هو المقبل عليها؛ وهي الدافعة له عن نفسها؛ فيجب أن تكون خرقت قميصه من قبل؛ وإن كان هو المتباعد منها؛ وهي التابعة له في استباقهما؛ فيجب أن يكون قد القميص من دبر؛ والقراءة "من قبل"؛ و"من دبر"؛ و"من قبل"؛ و"من دبر".

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز "من قبل"؛ بغير تنوين؛ و"من دبر"؛ على الغاية؛ أي: "من قبله"؛ أما الفتح فبعيد في قوله: "من قبل ومن دبر"؛ لأن الذي يفتح يجعله مبنيا على الفتح؛ فيشبهه بما لا ينصرف؛ فيجعله ممتنعا من الصرف؛ لأنه معرفة؛ ومزال عن بابه؛ وهذا الوجه يجيزه البصريون؛ فأما "قبل"؛ و"قبل"؛ فالتسكين في الباء جائز.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح؛ والضم؛ جميعا؛ والفتح أكثر في الرواية عنه؛ ولا أعلم أحدا من البصريين ذكر الفتح غيره.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية