الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        واتل عليهم [71]

                                                                                                                                                                                                                                        حذفت الواو لأنه أمر ( إذ ) في موضع نصب ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ) بقطع ألف الوصل ونصب الشركاء هذه قراءة أكثر الأئمة ، وقرأ عاصم الجحدري ( فاجمعوا أمركم ) من جمع يجمع ( وشركاءكم ) نصب ، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وعيسى ويعقوب ( فأجمعوا أمركم وشركاؤكم ) بقطع الألف ورفع الشركاء القراءة الأولى من أجمع على الشيء يجمع إذا عزم عليه وفي [ ص: 262 ] نصب الشركاء على هذه القراءة ثلاثة أقوال ، قال الفراء : أجمع الشيء أي عده ، وقال الكسائي والفراء هو بمعنى وادعوا شركاءكم فهو منصوب عندهما على إضمار هذا الفعل ، وقال محمد بن يزيد هو معطوف على المعنى كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        يا ليت زوجك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا



                                                                                                                                                                                                                                        والرمح لا يتقلد إلا أنه محمول كالسيف ، وقال أبو إسحاق : المعنى مع شركائكم كما يقال التقى الماء والخشبة والقراءة الثانية على العطف على أمركم وإن شئت بمعنى مع ، قال أبو جعفر : وسمعت أبا إسحاق يجيز قام زيد وعمرا والقراءة الثالثة على أن يعطف الشركاء على المضمر المرفوع وحسن العطف على المضمر المرفوع لأن الكلام قد طال وهذه القراءة تبعد لأن لو كان مرفوعا لوجب أن يكتب بالواو وأيضا فإن شركاءكم الأصنام والأصنام لا تصنع شيئا ( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ) اسم يكون وخبرها ( ثم اقضوا إلي ) ألف وصل من قضى يقضي ، الأخفش والكسائي : هو مثل وقضينا إليه ذلك الأمر أي أنهيناه إليه وأبلغناه إياه ، وروي عن ابن عباس ثم اقضوا إلي ولا تنتظرون قال امضوا إلي ولا تؤخرون ، قال أبو جعفر : هذا قول صحيح في اللغة ومنه قضى الميت أي مضى وأعلمهم بهذا أنهم لا يصلون إليه وهذا من دلائل النبوات وزعم الفراء ( ثم أفضوا ) بقطع الألف والتاء توجهوا إلي حتى تصلوا ومنه أفضت الخلافة إلى فلان .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية