الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        البحث الرابع : عن الموضوع له

                        قال الجويني والرازي وغيرهما : إن اللفظ موضوع للصورة الذهنية ، سواء كانت موجودة في الذهن والخارج ، أو في الذهن فقط .

                        وقيل : هو موضوع للوجود الخارجي ، وبه قال أبو إسحاق .

                        وقيل هو موضوع للأعم ، من الذهني والخارجي ، ورجحه الأصفهاني .

                        وقيل أن اللفظ في الأشخاص ، أي الأعلام الشخصية موضوع للوجود الخارجي ، ولا ينافي كونه للوجود الخارجي وجوب استحضار الصورة الذهنية ، فالصورة الذهنية : آلة لملاحظة الوجود الخارجي ، لا أنها هي الموضوع لها ، وأما فيما عدا الأعلام الشخصية ، فاللفظ موضوع لفرد غير معين ، وهو الفرد المنتشر فيما وضع لمفهوم كلي ، أفراده خارجية أو ذهنية ، فإن كانت خارجية ، فالموضوع له فرد ما من تلك الأفراد الخارجية ، وإن كانت ذهنية فالموضوع له فرد ما من الذهنية ، وإن كانت ذهنية وخارجية ، فالاعتبار بالخارجية .

                        [ ص: 76 ] وقد ألحق علم الجنس بالأعلام الشخصية من يفرق بينه وبين اسم الجنس فيجعل علم الجنس موضوعا للحقيقة المتحدة ، واسم الجنس لفرد منها غير معين . وفي اسم الجنس مذهبان :

                        أحدهما : أنه موضوع للماهية ، مع وحدة لا بعينها ، ويسمى فردا منتشرا ، وإلى هذا ذهب الزمخشري وابن الحاجب ورجحه السعد وابن الهمام .

                        والثاني : أنه موضوع للماهية ، من حيث هي ، ورجحه الشريف .

                        فالموضوع له على المذهب الأول هو الماهية بشرط شيء ، وعلى المذهب الثاني هو الماهية لا بشرط شيء .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية