الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  آداب متفرقة :

                                                                  الأول : حكي عن " إبراهيم النخعي " أنه قال : " الأكل في السوق دناءة " ونقل عن بعض السلف فعله ، ووجه الجمع أنه يختلف بعادات البلاد وأحوال الأشخاص ، فمن لا يليق ذاك به لحاله أو عادة بلاده كان شرها وقلة مروءة ، ومن لا فلا حرج .

                                                                  الثاني : قال بعض الأطباء : " لا تنكح من النساء إلا فتاة ، ولا تأكل من اللحم إلا فتيا ، ولا تأكل المطبوخ حتى يتم نضجه ، ولا تشربن دواء إلا من علة ، ولا تأكل من الفاكهة إلا نضيجها ، ولا تأكلن طعاما إلا أجدت مضغه ، ولا تشربن فوق الطعام ، ولا تحبس البول والغائط ، وإذا أكلت بالنهار فنم ، وإذا أكلت بالليل فامش قبل أن تنام ولو مائة خطوة .

                                                                  الثالث : يستحب أن يحمل الطعام إلى أهل الميت ، ولما جاء نعي " جعفر بن أبي طالب " قال عليه الصلاة والسلام : إن آل جعفر شغلوا بميتهم عن صنع طعامهم فاحملوا إليهم ما يأكلون فذلك سنة ، وإذا قدم ذلك إلى الجمع حل الأكل منه .

                                                                  الرابع : لا ينبغي أن يحضر طعام ظالم فإن أكره فليقلل الأكل .

                                                                  تتمة :

                                                                  حكي أن بعضهم كان يمتنع عن إجابة الدعوة ويقول : " انتظار المرقة ذل " ، وقال آخر : " إذا وضعت يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتي " .

                                                                  وقد أنكر بعضهم هذا الكلام وقال : " هذا خلاف السنة " . قال " الغزالي " : " وليس كذلك فإنه ذل إذا كان الداعي لا يفرح بالإجابة [ ص: 101 ] ولا يتقلد بها منة ، وكان يرى ذلك يدا له على المدعو ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحضر لعلمه أن الداعي له يتقلد منة ويرى ذلك شرفا وذخرا لنفسه في الدنيا والآخرة ، فهذا يختلف باختلاف الحال ، فمن ظن به أنه يستثقل الإطعام وأنه يفعل ذلك مباهاة أو تكلفا فليس من السنة إجابته بل الأولى التعلل ، ولذلك قال بعض الصوفية : " لا تجب إلا دعوة من يرى أنك أكلت رزقك وأنه سلم إليك وديعة كانت لك عنده ، ويرى لك الفضل عليه في قبول تلك الوديعة منه ، فإذا علم المدعو أنه لا منة في ذلك فلا ينبغي أن يرد " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية