الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم عرضهم على الملائكة )

قال أبو جعفر : قد تقدم ذكرنا التأويل الذي هو أولى بالآية ، على قراءتنا ورسم مصحفنا ، وأن قوله : " ثم عرضهم " بالدلالة على بني آدم والملائكة ، [ ص: 487 ] أولى منه بالدلالة على أجناس الخلق كلها ، وإن كان غير فاسد أن يكون دالا على جميع أصناف الأمم ، للعلل التي وصفنا .

ويعني جل ثناؤه بقوله : " ثم عرضهم " ثم عرض أهل الأسماء على الملائكة .

وقد اختلف المفسرون في تأويل قوله : " ثم عرضهم على الملائكة " نحو اختلافهم في قوله : " وعلم آدم الأسماء كلها " وسأذكر قول من انتهى إلينا عنه فيه قول .

661 - حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : " ثم عرضهم على الملائكة " ثم عرض هذه الأسماء ، يعني أسماء جميع الأشياء ، التي علمها آدم من أصناف جميع الخلق .

662 - وحدثني موسى ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبى صالح ، عن ابن عباس - وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " ثم عرضهم " ثم عرض الخلق على الملائكة .

663 - وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : أسماء ذريته كلها ، أخذهم من ظهره . قال : ثم عرضهم على الملائكة .

664 - وحدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : " ثم عرضهم " قال : علمه اسم كل شيء ، ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة . [ ص: 488 ]

665 - وحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " ثم عرضهم " عرض أصحاب الأسماء على الملائكة

666 - وحدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا محمد بن مصعب ، عن قيس ، عن خصيف ، عن مجاهد : " ثم عرضهم على الملائكة " يعني عرض الأسماء ، الحمامة والغراب .

667 - وحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن جرير بن حازم ، - ومبارك عن الحسن - وأبي بكر عن الحسن وقتادة - قالا علمه اسم كل شيء : هذه الخيل ، وهذه البغال ، وما أشبه ذلك . وجعل يسمي كل شيء باسمه ، وعرضت عليه أمة أمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية