الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : ضرب لكم مثلا من أنفسكم اختلف في سبب ضرب الله لهم المثل على ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : لأن المشركين أشركوا به في العبادة غيره ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لأنه كانت تلبية قريش في الجاهلية : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك [ ص: 311 ] لك ، إلا شريكا وهو لك ، تملكه وما ملك ، فأنزل الله هذه الآية ، قاله ابن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : لأنهم كانوا لا يورثون مواليهم فضرب الله هذا المثل ، قاله السدي . وتأويله : أنه لم يشارككم عبيدكم في أموالكم لأنكم مالكون لهم ، فالله أولى ألا يشاركه أحد من خلقه في العبادة لأنه مالكهم وخالقهم .

                                                                                                                                                                                                                                        تخافونهم كخيفتكم أنفسكم فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : تخافون أن يشاركوكم في أموالكم كما تخافون ذلك من شركائكم ، قاله أبو مجلز .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : تخافون أن يرثوكم كما تخافون ورثتكم ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : تخافون لائمتهم كما تخافون بعضكم بعضا ، قاله يحيى بن سلام .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية