الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وقال نسوة في المدينة ؛ يقال: "نسوة"؛ و"نسوة"؛ بالضم؛ والكسر؛ وقيل: تراود فتاها عن نفسه ؛ [ ص: 105 ] أي: عبدها؛ وغلامها؛ لأن استعمالهم كان للغلام المملوك أن يسمى "فتى"؛ قد شغفها حبا ؛ أي: "بلغ حبه إلى شغاف قلبها"؛ وفي الشغاف ثلاثة أقوال: قال بعضهم: "الشغاف": غلاف القلب؛ وقيل: هو داء يكون في الجوف؛ في الشراسيف؛ وأنشدوا:


                                                                                                                                                                                                                                        وقد حال هم دون ذلك داخل دخول الشغاف تبتغيه الأصابع



                                                                                                                                                                                                                                        وقد قرئت: "شعفها"؛ بالعين؛ ومعنى "شعفها": ذهب بها كل مذهب؛ مشتق من "شعفات الجبال"؛ أي: "رؤوس الجبال"؛ فإذا قلت: "فلان مشعوف بكذا"؛ فمعناه أنه قد ذهب به الحب أقصى المذاهب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية