الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 645 ] 459 - صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوع وسجدتان وعدم الجهر بالقراءة

                                                                                            1270 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا أبو النضر ، ثنا زهير ، وثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا زهير ، عن الأسود بن قيس ، حدثني ثعلبة بن عباد العبدي ، من أهل البصرة ، أنه شهد خطبة يوما لسمرة بن جندب ، فذكر في خطبته قال سمرة : بينما أنا يوما وغلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا كانت الشمس على قدر رمحين ، أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسودت حتى آضت كأنها تنومة ، فقال : أحدنا لصاحبه انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمته حدثا ، فدفعنا إلى المسجد ، فإذا هو بارز ، " فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين خرج إلى الناس . قال : فتقدم وصلى بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوته ، ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوته ، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط لا نسمع له صوته ، قال : ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك ، قال : فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية ، قال : ثم سلم فحمد الله وأثنى عليه ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وشهد أنه عبده ورسوله ، ثم قال : " يا أيها الناس إنما أنا بشر ورسول الله ، فأذكركم الله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني حتى أبلغ رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ ، وإن كنتم تعلمون أني قد بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني " . قال : فقام الناس فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك ، قال : ثم سكتوا ، فقال رسول الله [ ص: 646 ] صلى الله عليه وآله وسلم : " أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس ، وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم كذبوا ولكن آيات من آيات الله يفتن بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة ، والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم ، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال : ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى لشيخ من الأنصار ، وإنه متى خرج ، فإنه يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل سلف ، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمله سلف ، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم ، وبيت المقدس ، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيتزلزلون زلزالا شديدا ، فيصبح فيهم عيسى ابن مريم فيهزمه الله وجنوده حتى إن أجذم الحائط ، وأصل الشجر لينادي بالمؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال اقتله " . قال : " فلن يكون ذلك حتى ترون أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم تساءلون بينكم : هل كان نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لكم منها ذكرا ، وحتى تزول جبال عن مراسيها ، ثم على أثر ذلك القبض " ، وأشار بيده ، قال : ثم شهد خطبة أخرى قال : فذكر هذا الحديث ما قدمها ولا أخرها . " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية