الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الخامسة قوله تعالى : { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم } .

                                                                                                                                                                                                              فيها إحدى عشرة مسألة : المسألة الأولى : قوله : { فإذا انسلخ الأشهر الحرم } : فيها أربعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول : أنها الأشهر الحرم المعلومة : رجب الفرد ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنها شوال من سنة تسع إلى آخر المحرم .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنها أربعة أشهر من يوم النحر من سنة تسع .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : أنها تمام تسعة أشهر كانت بقيت من عهدهم بناء على أن المراد بالمشركين الذين عاهدوا ثم لم ينقضوا .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : أما القول الأول فساقط لا ينبغي أن نشتغل به ، لانعقاد الإجماع على فساده ، ويأتي تمامه إن شاء الله في هذه السورة .

                                                                                                                                                                                                              وأما سائر الأقوال فمحتملة ، إلا أن الصحيح عندنا أربعة أشهر من يوم النحر كما تقدم ، وهو الوقت الذي كان فيه الأذان ، وبه وقع الإعلام ، وعليه ترتب حل العقد المرتبط إليه ، وبناء الأجل المسمى عليه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية