الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وها هنا أربع مسائل ( المسألة الأولى )

المصافحة ، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : إذا تلاقى الرجلان فتصافحا تحاتت ذنوبهما ، وكان أقربهما إلى الله أكثرهما بشرا } فدل الحديث على مشروعية المصافحة عند اللقاء ، وهو يقتضي أن ما يفعله أهل الزمان من المصافحة عند الفراغ من الصلاة بدعة غير مشروعة ، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام ينهى عنه وينكره على فاعله [ ص: 253 ] ويقول : إنما شرعت المصافحة عند اللقاء أما من هو جالس مع الإنسان فلا يصافحه ورأيت بعض الفقهاء يقول : روي في مصافحة من هو جالس معك في حديث .

ولا أعلم صحة قوله ، ولا صحة الحديث قال ابن رشد المصافحة مستحبة ، وعن مالك كراهتها ، والأول هو المشهور حجة الكراهة قوله تعالى حكاية عن الملائكة لما دخلوا على إبراهيم عليه السلام { فقالوا سلاما قال سلام } قال مالك ، ولم يذكر المصافحة ولأن السلام ينتهى فيه للبركات ، ولا يزاد فيه قول ، ولا فعل حجة المشهور ما في الموطإ قال عليه السلام { تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء }

[ ص: 253 ]

التالي السابق


[ ص: 253 ] حاشية ابن حسين المكي المالكي

( وصل في أربع مسائل ) تتعلق بالمصافحة والمعانقة وتقبيل اليد ورد السلام التي هي من أنواع المكارمة ( المسألة الأولى )

المصافحة قال ابن رشد مستحبة ، وهو المشهور وحجته ما في الموطإ قال عليه السلام { تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء } وعن مالك كراهتها وحجة الكراهة قوله تعالى حكاية عن الملائكة لما دخلوا على إبراهيم [ ص: 279 ] عليه السلام { فقالوا سلاما قال سلام } قال مالك فذكر السلام ، ولم يذكر المصافحة أي والاقتصار محل البيان يفيد الحصر قال : ولأن السلام ينتهي فيه للبركات ولا يزاد فيه قول ، ولا فعل ا هـ قلت : وظاهر كلام الأصل أن القولين في المصافحة عند اللقاء فإنه بعد أن قال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا تلاقى الرجلان فتصافحا تحاتت ذنوبهما وكان أقربها إلى الله أكثرهما بشرا } يدل على مشروعية المصافحة عند اللقاء .

وهو يقتضي أن ما يفعله أهل هذا الزمان من المصافحة عند الفراغ من الصلاة بدعة غير مشروعة ، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام ينهي عنه وينكره على فاعله ، ويقول : إنما شرعت المصافحة عند اللقاء أما من هو جالس مع الإنسان فلا يصافحه ورأيت بعض الفقهاء يقول : روي في مصافحة من هو جالس معك حديث ، ولا أعلم صحة قوله ، ولا صحة الحديث ا هـ نعم ربما يدل له عموم حديث الموطإ { تصافحوا يذهب الغل } فتأمل .




الخدمات العلمية