الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولو ترى إذ يتوفي الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق

                                                                                                                                                                                                                                      ولو ترى أي: ولو رأيت، فإن لو الامتناعية ترد المضارع ماضيا، كما أن (إن) ترد الماضي مضارعا، والخطاب إما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لكل أحد ممن له حظ من الخطاب، وقد مر تحقيقه في قوله تعالى: ولو ترى إذ وقفوا على النار وكلمة "إذ" في قوله تعالى: إذ يتوفي الذين كفروا الملائكة ظرف لـ(ترى) والمفعول محذوف، أي: ولو ترى الكفرة، أو حال الكفرة، حين يتوفاهم الملائكة ببدر، وتقديم المفعول للاهتمام به، وقيل: الفاعل ضمير عائد إلى الله عز وجل، والملائكة مبتدأ، وقوله تعالى: يضربون وجوههم خبره، والجملة حال من الموصول، قد استغني فيها بالضمير عن الواو، وهو على الأول حال منه، أو من الملائكة، أو منهما لاشتماله على ضميريهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وأدبارهم أي: وأستاههم، أو ما أقبل منهم وما أدبر من الأعضاء وذوقوا عذاب الحريق على إرادة القول معطوفا على (يضربون)، أو حالا من فاعله، أي: ويقولون أو قائلين: ذوقوا؛ بشارة لهم بعذاب الآخرة، وقيل: كانت معهم مقامع من حديد كلما ضربوا التهبت النار منها، وجواب لو محذوف للإيذان بخروجه عن حدود البيان، أي: لرأيت أمرا فظيعا لا يكاد يوصف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية