nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون
عطف على الضعفاء و المرضى . وإعادة حرف النفي بعد العاطف للنكتة المتقدمة هنالك .
والحمل يطلق على إعطاء ما يحمل عليه ، أي إذا أتوك لتعطيهم الحمولة ، أي ما يركبونه ويحملون عليه سلاحهم ومؤنهم من الإبل .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92قلت لا أجد إلخ إما حال من ضمير المخاطب في أتوك وإما بدل اشتمال من فعل أتوك لأن إتيانهم لأجل الحمل يشتمل على إجابة ، وعلى منع .
وجملة " تولوا " جواب إذا ، والمجموع صلة الذين .
والتولي الرجوع . وقد تقدم عند قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142ما ولاهم عن قبلتهم وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض في سورة البقرة .
[ ص: 296 ] والفيض والفيضان خروج الماء ونحوه من قراره ووعائه ، ويسند إلى المائع حقيقة . وكثيرا ما يسند إلى وعاء المائع ، فيقال : فاض الوادي ، وفاض الإناء . ومنه فاضت العين دمعا وهو أبلغ من فاض دمعها ; لأن العين جعلت كأنها كلها دمع فائض ، فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92تفيض من الدمع جرى على هذا الأسلوب .
و ( من ) لبيان ما منه الفيض . والمجرور بها في معنى التمييز . وقد تقدم في قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83ترى أعينهم تفيض من الدمع في سورة المائدة .
و ( حزنا ) نصب على المفعول لأجله ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92أن لا يجدوا ما ينفقون مجرور بلام جر محذوف أي حزنوا لأنهم لا يجدون ما ينفقون .
والآية نزلت في نفر من
الأنصار سبعة وقيل : فيهم من غير
الأنصار واختلف أيضا في أسمائهم بما لا حاجة إلى ذكره ولقبوا بالبكائين لأنهم بكوا لما لم يجدوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحملان حزنا على حرمانهم من الجهاد . وقيل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341917نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ورهط من الأشعريين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك يستحملونه فلم يجد لهم حمولة وصادفوا ساعة غضب من النبيء - صلى الله عليه وسلم - فحلف أن لا يحملهم ثم جاءه نهب إبل فدعاهم وحملهم وقالوا : استغفلنا رسول الله يمينه لا نفلح أبدا ، فرجعوا وأخبروه فقال ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم وإني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وفعلت الذي هو خير والظاهر أن هؤلاء غير المعنيين في هذه الآية لأن
الأشعريين قد حملهم النبيء - عليه الصلاة والسلام - وعن
مجاهد أنهم
بنو مقرن من
مزينة ، وهم الذين قيل : إنه نزل فيهم قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر الآية .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ
عَطْفٌ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَ الْمَرْضَى . وَإِعَادَةُ حَرْفِ النَّفْيِ بَعْدَ الْعَاطِفِ لِلنُّكْتَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ هُنَالِكَ .
وَالْحَمْلُ يُطْلَقُ عَلَى إِعْطَاءِ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ ، أَيْ إِذَا أَتَوْكَ لِتُعْطِيَهُمُ الْحَمُولَةَ ، أَيْ مَا يَرْكَبُونَهُ وَيَحْمِلُونَ عَلَيْهِ سِلَاحَهُمْ وَمُؤَنَهُمْ مِنَ الْإِبِلِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92قُلْتَ لَا أَجِدُ إِلَخْ إِمَّا حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِ فِي أَتَوْكَ وَإِمَّا بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ فِعْلِ أَتَوْكَ لِأَنَّ إِتْيَانَهُمْ لِأَجْلِ الْحَمْلِ يَشْتَمِلُ عَلَى إِجَابَةٍ ، وَعَلَى مَنْعٍ .
وَجُمْلَةُ " تَوَلَّوْا " جَوَابُ إِذَا ، وَالْمَجْمُوعُ صِلَةُ الَّذِينَ .
وَالتَّوَلِّي الرُّجُوعُ . وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
[ ص: 296 ] وَالْفَيْضُ وَالْفَيَضَانُ خُرُوجُ الْمَاءِ وَنَحْوِهِ مِنْ قَرَارِهِ وَوِعَائِهِ ، وَيُسْنَدُ إِلَى الْمَائِعِ حَقِيقَةً . وَكَثِيرًا مَا يُسْنَدُ إِلَى وِعَاءِ الْمَائِعِ ، فَيُقَالُ : فَاضَ الْوَادِي ، وَفَاضَ الْإِنَاءُ . وَمِنْهُ فَاضَتِ الْعَيْنُ دَمْعًا وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ فَاضَ دَمْعُهَا ; لِأَنَّ الْعَيْنَ جُعِلَتْ كَأَنَّهَا كُلَّهَا دَمْعٌ فَائِضٌ ، فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ جَرَى عَلَى هَذَا الْأُسْلُوبِ .
وَ ( مِنَ ) لِبَيَانِ مَا مِنْهُ الْفَيْضُ . وَالْمَجْرُورُ بِهَا فِي مَعْنَى التَّمْيِيزِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ .
وَ ( حَزَنًا ) نُصِبَ عَلَى الْمَفْعُولِ لِأَجْلِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92أَنْ لَا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ مَجْرُورٌ بِلَامِ جَرٍّ مَحْذُوفٍ أَيْ حَزِنُوا لِأَنَّهُمْ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ .
وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي نَفَرٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ سَبْعَةٍ وَقِيلَ : فِيهِمْ مِنْ غَيْرِ
الْأَنْصَارِ وَاخْتُلِفَ أَيْضًا فِي أَسْمَائِهِمْ بِمَا لَا حَاجَةَ إِلَى ذِكْرِهِ وَلُقِّبُوا بِالْبَكَّائِينَ لِأَنَّهُمْ بَكَوْا لَمَّا لَمْ يَجِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْحُمْلَانِ حَزَنًا عَلَى حِرْمَانِهِمْ مِنَ الْجِهَادِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341917نَزَلَتْ فِي nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَرَهْطٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ يَسْتَحْمِلُونَهُ فَلَمْ يَجِدْ لَهُمْ حَمُولَةً وَصَادَفُوا سَاعَةَ غَضَبٍ مِنَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَهُمْ ثُمَّ جَاءَهُ نَهْبُ إِبِلٍ فَدَعَاهُمْ وَحَمَلَهُمْ وَقَالُوا : اسْتَغْفَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا ، فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَفَعَلْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَؤُلَاءِ غَيْرُ الْمَعْنِيِّينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِأَنَّ
الْأَشْعَرِيِّينَ قَدْ حَمَلَهُمُ النَّبِيءُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَعَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُمْ
بَنُو مُقَرِّنٍ مِنْ
مُزَيْنَةَ ، وَهُمُ الَّذِينَ قِيلَ : إِنَّهُ نَزَلَ فِيهِمْ قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الْآيَةَ .