الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه [ ص: 38 ] المجرمون أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " قل لا أملك لنفسي ضرا . . . " الآية ، قد ذكرت تفسيرها في آيتين من (الأعراف :34 و188) .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " إن أتاكم عذابه بياتا " قال الزجاج : البيات : كل ما كان بليل . وقوله : " ماذا " في موضع رفع من جهتين . إحداهما : أن يكون " ذا " بمعنى الذي ، المعنى : ما الذي يستعجل منه المجرمون ؟ ويجوز أن يكون " ماذا " اسما واحدا ، فيكون المعنى : أي شيء يستعجل منه المجرمون ؟ والهاء في " منه " تعود على العذاب . وجائز أن تعود على ذكر الله تعالى ، فيكون المعنى : أي شيء يستعجل المجرمون من الله تعالى ؟ وعودها على العذاب أجود ، لقوله : " أثم إذا ما وقع آمنتم به " . وذكر بعض المفسرين أن المراد بالمجرمين : المشركون ، وكانوا يقولون : نكذب بالعذاب ونستعجله ، ثم إذا وقع العذاب آمنا به ; فقال الله تعالى موبخا لهم : " أثم إذا ما وقع آمنتم به " أي : هنالك تؤمنون فلا يقبل منكم الإيمان ، ويقال لكم : الآن تؤمنون ؟ فأضمر : تؤمنون به مع " آلآن وقد كنتم به تستعجلون " مستهزئين ، وهو قوله : " ثم قيل للذين ظلموا " أي : كفروا ، عند نزول العذاب " ذوقوا عذاب الخلد " لأنه إذا نزل بهم العذاب ، أفضوا منه إلى عذاب الآخرة الدائم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية