الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " قل بفضل الله وبرحمته " فيه ثمانية أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أن فضل الله : الإسلام ، ورحمته : القرآن ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال قتادة ، وهلال بن يساف . وروي عن الحسن ، ومجاهد في بعض الرواية عنهما ، وهو اختيار ابن قتيبة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أن فضل الله : القرآن ، ورحمته : أن جعلهم من أهل القرآن ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال أبو سعيد الخدري ، والحسن في رواية .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أن فضل الله : العلم ، ورحمته : محمد صلى الله عليه وسلم ، رواه الضحاك عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : أن فضل الله : الإسلام ، ورحمته تزيينه في القلوب ، قاله ابن عمر .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس : أن فضل الله : القرآن ، ورحمته : الإسلام ، قاله الضحاك ، وزيد بن أسلم ، وابنه ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 41 ] والسادس : أن فضل الله ورحمته : القرآن ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد ، واختاره الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والسابع : أن فضل الله : القرآن ، ورحمته : السنة ، قاله خالد بن معدان .

                                                                                                                                                                                                                                      والثامن : فضل الله : التوفيق ، ورحمته : العصمة ، قاله ابن عيينة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " فبذلك فليفرحوا " وقرأ أبي بن كعب ، وأبو مجلز ، وقتادة ، وأبو العالية ، ورويس عن يعقوب : " فلتفرحوا " بالتاء . وقرأ الحسن ، ومعاذ القارئ ، وأبو المتوكل مثل ذلك ، إلا أنهم كسروا اللام . وقرأ ابن مسعود ، وأبو عمران : " فبذلك فافرحوا " . قال ابن عباس : بذلك الفضل والرحمة . " هو خير مما يجمعون " أي : مما يجمع الكفار من الأموال . وقرأ أبو جعفر ، وابن عامر ، ورويس : " تجمعون " بالتاء ، وحكى ابن الأنباري أن الباء في قوله : " بفضل الله " خبر لاسم مضمر ، تأويله : هذا الشفاء وهذه الموعظة بفضل الله ورحمته ، فبذلك التطول من الله فليفرحوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية