الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) يقول : لم أكن لأنهاكم عن أمر وأركبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مسروق ، أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود فقالت : أتنهى عن الواصلة قال : نعم ، قالت : فلعله في بعض نسائك فقال : ما حفظت إذن وصية العبد الصالح ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن معاوية القشيري ، أن أخاه مالكا قال : يا معاوية إن محمدا أخذ جيراني فانطلق إليه فانطلقت معه إليه فقال : دع لي جيراني [ ص: 129 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فقد كانوا أسلموا فأعرض عنه فقال : أما والله إن الناس يزعمون أنك تأمر بالأمر وتخالف إلى غيره ، فقال : أوقد فعلوها لئن فعلت ذلك لكان علي وما كان عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار أنه قرأ هذه الآية ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) قال : بلغني أنه يدعى يوم القيامة بالمذكر الصادق فيوضع على رأسه تاج الملك ثم يؤمر به إلى الجنة فيقول : إلهي إن في مقام القيامة أقواما قد كانوا يعينوني في الدنيا على ما كنت عليه ، قال : فيفعل بهم مثل ما فعل به ثم ينطلق يقودهم إلى الجنة لكرامته على الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية