كتاب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في فضل شهر رمضان
682 حدثنا حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب عن أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح قال أبي هريرة فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار قال وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وسلمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتاب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
- باب ما جاء في فضل شهر رمضان
- باب ما جاء لا تقدموا الشهر بصوم
- باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك
- باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان لرمضان
- باب ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال والإفطار له
- باب ما جاء أن الشهر يكون تسعا وعشرين
- باب ما جاء في الصوم بالشهادة
- باب ما جاء شهرا عيد لا ينقصان
- باب ما جاء لكل أهل بلد رؤيتهم
- باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار
- باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
- باب ما جاء إذا أقبل الليل وأدبر النهار فقد أفطر الصائم
- باب ما جاء في تعجيل الإفطار
- باب ما جاء في تأخير السحور
- باب ما جاء في بيان الفجر
- باب ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم
- باب ما جاء في فضل السحور
- باب ما جاء في كراهية الصوم في السفر
- باب ما جاء في الرخصة في الصوم في السفر
- باب ما جاء في الرخصة للمحارب في الإفطار
- باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع
- باب ما جاء في الصوم عن الميت
- باب ما جاء من الكفارة
- باب ما جاء في الصائم يذرعه القيء
- باب ما جاء فيمن استقاء عمدا
- باب ما جاء في الصائم يأكل أو يشرب ناسيا
- باب ما جاء في الإفطار متعمدا
- باب ما جاء في كفارة الفطر في رمضان
- باب ما جاء في السواك للصائم
- باب ما جاء في الكحل للصائم
- باب ما جاء في القبلة للصائم
- باب ما جاء في مباشرة الصائم
- باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل
- باب ما جاء في إفطار الصائم المتطوع
- باب صيام المتطوع بغير تبييت
- باب ما جاء في إيجاب القضاء عليه
- باب ما جاء في وصال شعبان برمضان
- باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان
- باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
- باب ما جاء في صوم المحرم
- باب ما جاء في صوم يوم الجمعة
- باب ما جاء في كراهية صوم يوم الجمعة وحده
- باب ما جاء في صوم يوم السبت
- باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس
- باب ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس
- باب ما جاء في فضل صوم يوم عرفة
- باب كراهية صوم يوم عرفة بعرفة
- باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء
- باب ما جاء في الرخصة في ترك صوم يوم عاشوراء
- باب ما جاء عاشوراء أي يوم هو
- باب ما جاء في صيام العشر
- باب ما جاء في العمل في أيام العشر
- باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال
- باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر
- باب ما جاء في فضل الصوم
- باب ما جاء في صوم الدهر
- باب ما جاء في سرد الصوم
- باب ما جاء في كراهية الصوم يوم الفطر والنحر
- باب ما جاء في كراهية الصوم في أيام التشريق
- باب ما جاء في كراهية الحجامة للصائم
- باب ما جاء من الرخصة في ذلك
- باب ما جاء في كراهية الوصال للصائم
- باب ما جاء في الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم
- باب ما جاء في إجابة الصائم الدعوة
- باب ما جاء في كراهية صوم المرأة إلا بإذن زوجها
- باب ما جاء في تأخير قضاء رمضان
- باب ما جاء في فضل الصائم إذا أكل عنده
- باب ما جاء في قضاء الحائض الصيام دون الصلاة
- باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم
- باب ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم
- باب ما جاء في الاعتكاف
- باب ما جاء في ليلة القدر
- باب منه
- باب ما جاء في الصوم في الشتاء
- باب ما جاء وعلى الذين يطيقونه
- باب من أكل ثم خرج يريد سفرا
- باب ما جاء في تحفة الصائم
- باب ما جاء في الفطر والأضحى متى يكون
- باب ما جاء في الاعتكاف إذا خرج منه
- باب المعتكف يخرج لحاجته أم لا
- باب ما جاء في قيام شهر رمضان
- باب ما جاء في فضل من فطر صائما
- باب الترغيب في قيام رمضان وما جاء فيه من الفضل
التالي
السابق
قوله : ( صفدت ) قال الحافظ في الفتح . بالمهملة المضمومة بعدها فاء ثقيلة مكسورة أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت ( الشياطين ) وفي رواية من طريق النسائي أبي قلابة عن بلفظ : أبي هريرة ( ومردة الجن ) جمع مارد كطلبة وجهلة وهو المتجرد للشر ، ومنه الأمرد لتجرده من الشعر ، وهو تخصيص بعد تعميم أو عطف تفسير وبيان كالتتميم . وقيل : الحكمة في تقييد الشياطين وتصفيدهم كي لا يوسوسوا في الصائمين . وأمارة ذلك تنزه أكثر المنهمكين في الطغيان عن المعاصي ورجوعهم بالتوبة إلى الله تعالى . وأما ما يوجد خلاف ذلك في بعضهم فإنها تأثيرات من تسويلات الشياطين أغرقت في عمق تلك النفوس الشريرة وباضت في رءوسها . وتغل فيه مردة الشياطين
وقيل قد خص من عموم صفدت الشياطين زعيم زمرتهم وصاحب دعوتهم ، لكأن الإنظار الذي سأله من الله أجيب إليه فيقع ما يقع من المعاصي بتسويله وإغوائه . ويمكن أن يكون التقييد كناية عن ضعفهم في الإغواء والإضلال ، كذا في المرقاة .
قال الحافظ في الفتح : قال عياض : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن [ ص: 292 ] يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين . قال : ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية عند مسلم : فتحت أبواب الرحمة ، قال : ويحتمل أن يكون فتح الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من الطاعات وذلك أسباب لدخول الجنة ، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار . وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات .
قال الزين بن المنير : والأول أوجه ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره . وأما الرواية التي فيها أبواب الرحمة وأبواب السماء فمن تصرف الرواة . والأصل أبواب الجنة بدليل ما يقابله وهو غلق أبواب النار ، قال الحافظ : وقال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره : فإن قيل : كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ، فالجواب أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه أو المصفد بعض الشياطين كما تقدم في بعض الروايات يعني رواية الترمذي وهم المردة لا كلهم ، أو المقصود تقليل الشرور فيه . وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره ؛ إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية ، انتهى . والنسائي
( وينادي مناد ) قيل : يحتمل أنه ملك أو المراد أنه يلقي ذلك في قلوب من يريد الله إقباله على الخير كذا في قوت المغتذي ( يا باغي الخير ) أي طالب العمل والثواب ( أقبل ) أي إلى الله وطاعته بزيادة الاجتهاد في عبادته وهو أمر من الإقبال أي تعال فإن هذا أوانك فإنك تعطى الثواب الجزيل بالعمل القليل . أو معناه يا طالب الخير المعرض عنا وعن طاعتنا أقبل إلينا وعلى عبادتنا فإن الخير كله تحت قدرتنا وإرادتنا . قال العراقي : ظن أن قوله في الشقين يا باغي من البغي فنقل عن أهل العربية أن أصل البغي في الشر ، وأقله ما جاء في طلب الخير ثم ذكر قوله تعالى : ابن العربي غير باغ ولا عاد وقوله : يبغون في الأرض بغير الحق والذي وقع في الآيتين هو بمعنى التعدي ، وأما الذي في هذا الحديث فمعناه الطلب والمصدر منه بغاء وبغاية بضم الباء فيهما قال الجوهري : بغيته أي طلبته ، انتهى .
قلت : الأمر كما قال العراقي ، وكذلك في قوله تعالى : ذلك ما كنا نبغ معناه الطلب ( ويا باغي الشر أقصر ) بفتح الهمزة وكسر الصاد أي يا مريد المعصية أمسك عن المعاصي وارجع إلى الله تعالى ، فهذا أوان قبول التوبة وزمان استعداد المغفرة ، ولعل طاعة المطيعين وتوبة المذنبين [ ص: 293 ] ورجوع المقصرين في رمضان من أثر الندائين ونتيجة إقبال الله تعالى على الطالبين ، ولهذا ترى أكثر المسلمين صائمين حتى الصغار والجواري ، بل غالبهم الذين يتركون الصلاة يكونون حينئذ مصلين ، مع أن الصوم أصعب من الصلاة وهو يوجب ضعف البدن الذي يقتضي الكسل عن العبادة وكثرة النوم عادة ، ومع ذلك ترى المساجد معمورة وبإحياء الليل مغمورة والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله . كذا في المرقاة ( ولله عتقاء من النار ) أي ولله عتقاء كثيرون من النار فلعلك تكون منهم ( وذلك ) قال الطيبي : أشار بقوله ذلك إما للبعيد وهو النداء ، وإما للقريب وهو لله عتقاء ( كل ليلة ) أي في كل ليلة من ليالي رمضان .
قوله : ( وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف ) أخرجه النسائي ( وابن حبان ) أخرجه وابن مسعود ( البيهقي وسلمان ) أخرجه في الضعفاء والأربعة ابن حبان كذا في شرح سراج والبيهقي أحمد .
وقيل قد خص من عموم صفدت الشياطين زعيم زمرتهم وصاحب دعوتهم ، لكأن الإنظار الذي سأله من الله أجيب إليه فيقع ما يقع من المعاصي بتسويله وإغوائه . ويمكن أن يكون التقييد كناية عن ضعفهم في الإغواء والإضلال ، كذا في المرقاة .
قال الحافظ في الفتح : قال عياض : يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن [ ص: 292 ] يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين . قال : ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية عند مسلم : فتحت أبواب الرحمة ، قال : ويحتمل أن يكون فتح الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من الطاعات وذلك أسباب لدخول الجنة ، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار . وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات .
قال الزين بن المنير : والأول أوجه ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره . وأما الرواية التي فيها أبواب الرحمة وأبواب السماء فمن تصرف الرواة . والأصل أبواب الجنة بدليل ما يقابله وهو غلق أبواب النار ، قال الحافظ : وقال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره : فإن قيل : كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك ، فالجواب أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه أو المصفد بعض الشياطين كما تقدم في بعض الروايات يعني رواية الترمذي وهم المردة لا كلهم ، أو المقصود تقليل الشرور فيه . وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره ؛ إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية ؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية ، انتهى . والنسائي
( وينادي مناد ) قيل : يحتمل أنه ملك أو المراد أنه يلقي ذلك في قلوب من يريد الله إقباله على الخير كذا في قوت المغتذي ( يا باغي الخير ) أي طالب العمل والثواب ( أقبل ) أي إلى الله وطاعته بزيادة الاجتهاد في عبادته وهو أمر من الإقبال أي تعال فإن هذا أوانك فإنك تعطى الثواب الجزيل بالعمل القليل . أو معناه يا طالب الخير المعرض عنا وعن طاعتنا أقبل إلينا وعلى عبادتنا فإن الخير كله تحت قدرتنا وإرادتنا . قال العراقي : ظن أن قوله في الشقين يا باغي من البغي فنقل عن أهل العربية أن أصل البغي في الشر ، وأقله ما جاء في طلب الخير ثم ذكر قوله تعالى : ابن العربي غير باغ ولا عاد وقوله : يبغون في الأرض بغير الحق والذي وقع في الآيتين هو بمعنى التعدي ، وأما الذي في هذا الحديث فمعناه الطلب والمصدر منه بغاء وبغاية بضم الباء فيهما قال الجوهري : بغيته أي طلبته ، انتهى .
قلت : الأمر كما قال العراقي ، وكذلك في قوله تعالى : ذلك ما كنا نبغ معناه الطلب ( ويا باغي الشر أقصر ) بفتح الهمزة وكسر الصاد أي يا مريد المعصية أمسك عن المعاصي وارجع إلى الله تعالى ، فهذا أوان قبول التوبة وزمان استعداد المغفرة ، ولعل طاعة المطيعين وتوبة المذنبين [ ص: 293 ] ورجوع المقصرين في رمضان من أثر الندائين ونتيجة إقبال الله تعالى على الطالبين ، ولهذا ترى أكثر المسلمين صائمين حتى الصغار والجواري ، بل غالبهم الذين يتركون الصلاة يكونون حينئذ مصلين ، مع أن الصوم أصعب من الصلاة وهو يوجب ضعف البدن الذي يقتضي الكسل عن العبادة وكثرة النوم عادة ، ومع ذلك ترى المساجد معمورة وبإحياء الليل مغمورة والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله . كذا في المرقاة ( ولله عتقاء من النار ) أي ولله عتقاء كثيرون من النار فلعلك تكون منهم ( وذلك ) قال الطيبي : أشار بقوله ذلك إما للبعيد وهو النداء ، وإما للقريب وهو لله عتقاء ( كل ليلة ) أي في كل ليلة من ليالي رمضان .
قوله : ( وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف ) أخرجه النسائي ( وابن حبان ) أخرجه وابن مسعود ( البيهقي وسلمان ) أخرجه في الضعفاء والأربعة ابن حبان كذا في شرح سراج والبيهقي أحمد .