الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                وهو كره لكم : من الكراهة بدليل قوله: وعسى أن تكرهوا شيئا ثم إما أن يكون بمعنى الكراهة على وضع المصدر موضع الوصف مبالغة كقولها [من البسيط]:


                                                                                                                                                                                                فإنما هي إقبال وإدبار



                                                                                                                                                                                                كأنه في نفسه لفرط كراهتهم له، وإما أن يكون فعلا بمعنى مفعول كالخبز بمعنى المخبوز، أي وهو مكروه لكم، وقرأ السلمي بالفتح، على أن يكون بمعنى المضموم، كالضعف والضعف، ويجوز أن يكون بمعنى الإكراه على طريق المجاز، كأنهم أكرهوا عليه لشدة كراهتهم له ومشقته عليهم، ومنه قوله تعالى: حملته أمه كرها ووضعته كرها [الأحقاف: 15] وعلى قوله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا جميع ما كلفوه، فإن النفوس تكرهه وتنفر عنه وتحب خلافه، والله يعلم : ما يصلحكم وما هو خير لكم، وأنتم لا تعلمون .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية