الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إسماعيل بن جامع بن إسماعيل بن عبد الله بن المطلب بن أبي وداعة [ ص: 11 ] أبو القاسم ، أحد المشاهير بالغناء ، وممن يضرب به المثل فيه ، فيقال : غناء بن جامع . وقد كان أولا يحفظ القرآن ثم صار إلى صناعة الغناء ، وذكر عنه أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني صاحب الأغاني حكايات غريبة ؛ من ذلك أنه قال : كنت يوما مشرفا في غرفة بحران إذ أقبلت جارية سوداء معها قربة تستقي فيها من مشرعة فجلست ووضعت قربتها واندفعت تغني .


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إلى الله أشكو بخلها وسماحتي لها عسل مني وتبذل علقما     فردي مصاب القلب أنت قتلته
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولا تبعدي فيما تجشمت كلثما

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فسمعت ما لا صبر لي عنه ، ورجوت أن تعيده ، فقامت وانصرفت ، فنزلت وانطلقت وراءها وسألتها أن تعيده ، فقالت : إن علي خراجا كل يوم درهمان . فأعطيتها درهمين فأعادته فحفظته وسلكته يومي ذلك ، فلما أصبحت أنسيته ، فأقبلت السوداء فسألتها أن تعيده فلم تفعل إلا بدرهمين ، ثم قالت : كأنك تستكثر أربعة دراهم ، كأني بك وقد أخذت به أربعة آلاف دينار . قال ابن جامع : فغنيته ليلة للرشيد فأعطاني ألف دينار ، ثم [ ص: 12 ] استعادنيه ثلاثا أخرى وأعطاني ثلاثة آلاف دينار ، فتبسمت فقال : مم تتبسم ؟ فذكرت له القصة ، فضحك وألقى إلي كيسا آخر فيه ألف دينار ، وقال : لا تكذب السوداء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحكي عنه أيضا قال : أصبحت يوما بالمدينة وليس معي إلا ثلاثة دراهم ، فإذا جارية على رقبتها جرة تريد الركي ، وهي تسعى وتترنم بصوت شجي ، وتقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا     فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وذاك لأن النوم يغشى عيونهم     سراعا ولا يغشى لنا النوم أعينا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا ما دنا الليل المضر لذي الهوى     جزعنا وهم يستبشرون إذا دنا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلو أنهم كانوا يلاقون مثل ما     نلاقي لكانوا في المضاجع مثلنا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فاستعدته منها وأعطيتها الثلاثة دراهم ، فقالت : لتأخذن بدلها ألف دينار ، وألف دينار ، وألف دينار . فأعطاني الرشيد ثلاثة آلاف دينار في ليلة على ذلك الصوت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بكر بن النطاح أبو وائل الحنفي البصري ، الشاعر المشهور ، نزل بغداد في زمن الرشيد ، وكان يعاشر أبا العتاهية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 13 ] قال أبو هفان : أشعر أهل الغزل من المحدثين أربعة ؛ أولهم بكر بن النطاح .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال المبرد : سمعت الحسن بن رجاء يقول : اجتمع جماعة من الشعراء ومعهم بكر بن النطاح يتناشدون ، فلما فرغوا من طوالهم أنشد بكر بن النطاح لنفسه :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ما ضرها لو كتبت بالرضا     فجف جفن العين أو أغمضا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شفاعة مردودة عندها     في عاشق تندم لو قد قضى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يا نفس صبرا واعلمي أن ما     يأمل منها مثل ما قد مضى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لم تمرض الأجفان من قاتل     بلحظه إلا لأن أمرضا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فابتدروه يقبلون رأسه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما مات رثاه أبو العتاهية فقال :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مات ابن نطاح أبو وائل     بكر فأمسى الشعر قد بانا



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بهلول المجنون كان يأوي إلى مقابر الكوفة وكان يتكلم بكلمات حسنة ، وقد لقي الرشيد وهو ذاهب إلى الحج ، فوعظه ، وذلك في سنة ثمان وثمانين ، كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 14 ] عبد الله بن إدريس الأزدي الكوفي ، سمع الأعمش وابن جريج ، وشعبة ، ومالكا ، وخلقا سواهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وروى عنه جماعات من الأئمة ، وقد استدعاه الرشيد ليوليه القضاء ، فقال : لا أصلح . وامتنع أشد الامتناع ، وكان قد سأل قبله وكيعا ، فامتنع أيضا ، فطلب حفص بن غياث فقبل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأطلق لكل واحد خمسة آلاف درهم ؛ عوضا عن كلفة السفر ، فلم يقبل وكيع ، ولا ابن إدريس ، وقبل ذلك حفص ، فحلف ابن إدريس لا يكلمه أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحج الرشيد في بعض السنين فاجتاز بالكوفة ومعه القاضي أبو يوسف والأمين والمأمون ، فأمر الرشيد بجمع شيوخ الحديث ليسمعوا ولديه ، فاجتمعوا إلا ابن إدريس هذا ، وعيسى بن يونس ، فركب الأمين والمأمون بعد فراغهما من سماعهما إلى عبد الله بن إدريس فأسمعهما مائة حديث ، فقال له المأمون : يا عم ، إن أذنت لي أعدتها من حفظي . فأذن له ، فأعادها من حفظه كما سمعها ، فتعجب لحفظه ابن إدريس ، ثم أمر له المأمون بمال ، فلم [ ص: 15 ] يقبل منه شيئا ، ثم سارا إلى عيسى بن يونس ، فسمعا عليه ، ثم أمر له المأمون بعشرة آلاف ، فلم يقبلها ، فظن أنه استقلها فأضعفها ، فقال : والله ولا إهليلجة ، لو ملأت لي المسجد مالا إلى سقفه ما قبلت منه شيئا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما احتضر ابن إدريس بكت ابنته ، فقال : لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صعصعة بن سلام ويقال : ابن عبد الله أبو عبد الله الدمشقي ، ثم تحول إلى الأندلس فاستوطنها في زمن عبد الرحمن بن معاوية وابنه هشام ، وهو أول من أدخل علم الحديث ومذهب الأوزاعي إلى الأندلس ، وولي الصلاة بقرطبة ، وفي أيامه غرست الأشجار بالمسجد الجامع هناك ، كما يراه الأوزاعي والشاميون ، ويكرهه مالك وأصحابه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد روى عن مالك والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وروى عنه جماعة ؛ منهم عبد الملك بن حبيب الفقيه ، وذكره في كتاب [ ص: 16 ] " الفقهاء " وذكره ابن يونس في تاريخه " " تاريخ مصر " " والحميدي في " " تاريخ الأندلس " " وحرر وفاته في هذه السنة أعني سنة ثنتين وتسعين ومائة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحكى عن شيخه ابن حزم أن صعصعة هذا أول من أدخل مذهب الأوزاعي إلى الأندلس .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن يونس هو أول من أدخل علم الحديث إليها . وذكر أنه توفي قريبا من سنة ثمانين ومائة ، والذي حرره الحميدي في هذه السنة أثبت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      علي بن ظبيان ، أبو الحسن العبسي الكوفي ، قاضي الشرقية من بغداد زمن الرشيد ، كان ثقة عالما من أصحاب أبي حنيفة ، ثم ولاه الرشيد قاضي القضاة ، وكان الرشيد يخرج معه إذا خرج من عنده ، مات بقرميسين في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة ، الشاعر المشهور كان من [ ص: 17 ] عرب خراسان ونشأ ببغداد ، وكان لطيفا ظريفا مقبولا ، حسن الشعر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو العباس : قال عبد الله بن المعتز : لو قيل لي من أحسن الناس شعرا تعرفه ؟ لقلت : العباس


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قد سحب الناس أذيال الظنون بنا     وفرق الناس فينا قولهم فرقا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فكاذب قد رمى بالحب غيركم     وصادق ليس يدري أنه صدقا



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد طلبه الرشيد ذات ليلة في أثناء الليل ، فانزعج لذلك وخاف نساؤه ، فلما وقف بين يدي الرشيد قال له : ويحك ، إنه قد عن لي بيت في جارية لي ، فأحببت أن تشفعه بمثله . فقال : يا أمير المؤمنين ، ما خفت قط أعظم من هذه الليلة . فقال : ولم ؟ فذكر له دخول الحرس عليه في الليل ، ثم جلس حتى سكن روعه ، ثم قال : ما قلت يا أمير المؤمنين ؟ فقال :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جنان قد رأيناها     فلم نر مثلها بشرا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال العباس :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يزيدك وجهها حسنا     إذا ما زدته نظرا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال الرشيد : زد . فقال :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا ما الليل مال علي     ك بالإظلام واعتكرا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ودج فلم تر قمرا     فأبرزها ترى قمرا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 18 ] فقال : إنا قد رأيناها وقد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومن شعره الذي أقر له به بشار بن برد وأثبته في سلك الشعراء بسببه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبكي الذين أذاقوني مودتهم     حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واستنهضوني فلما قمت منتصبا     بثقل ما حملوني منهم قعدوا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله أيضا :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحدثتني يا سعد عنها فزدتني     جنونا فزدني من حديثك يا سعد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هواها هوى لم يعرف القلب غيره     فليس له قبل وليس له بعد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الأصمعي : دخلت على العباس بن الأحنف بالبصرة وهو طريح على فراشه يجود بنفسه وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يا بعيد الدار عن وطنه     مفردا يبكي على شجنه
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كلما شد النجاء به     زادت الأسقام في بدنه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم أغمي عليه ثم انتبه بصوت طائر على شجرة فقال :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 19 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولقد زاد الفؤاد شجى     هاتف يبكي على فننه
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شاقه ما شاقني فبكى     كلنا يبكي على سكنه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : ثم أغمي عليه أخرى ، فحركته ، فإذا هو قد مات .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الصولي : كانت وفاته في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحكى القاضي ابن خلكان أنه توفي بعدها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : سنة ثمان وثمانين ومائة . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وزعم بعضهم أنه بقي بعد الرشيد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور ، أخو زبيدة ، كان نائبا على البصرة في أيام الرشيد ، فمات في أثناء هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك ، أخو جعفر وإخوته ، كان هو والرشيد يتراضعان ، أرضعت الخيزران فضلا هذا وأرضعت أم الفضل - وهي زبيدة بنت سنين بربرية - هارون الرشيد وكانت زبيدة هذه من [ ص: 20 ] مولدات المدينة وقد قال في ذلك بعض الشعراء :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كفى لك فضلا أن أفضل حرة     غذتك بثدي والخليفة واحد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لقد زنت يحيى في المشاهد كلها     كما زان يحيى خالدا في المشاهد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قالوا : وكان الفضل أكرم من أخيه جعفر ، ولكن كان فيه كبر شديد ، وكان عبوسا ، وكان جعفر أحسن بشرا منه ، وأطلق وجها ، وأقل عطاء ، وكان الناس إليه أميل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد وهب الفضل لطباخه مائة ألف درهم ، فعاتبه أبوه في ذلك ، فقال : يا أبت ، إن هذا كان يصحبني في العسر والعيش الخشن ، واستمر معي في هذا الحال فأحسن صحبتي ، وقد قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا     من كان يؤنسهم في المنزل الخشن

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ووهب يوما لبعض الأدباء عشرة آلاف دينار ، فبكى الرجل ، فقال له : مم تبكي ، أستقللتها ؟ قال : لا والله ؛ ولكني أبكي أسفا أن الأرض تواري مثلك !

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 21 ] وقال علي بن الجهم عن أبيه : أصبحت يوما لا أملك شيئا ولا علف الدابة ، فقصدت الفضل بن يحيى فإذا هو قد أقبل من دار الخلافة في موكب من الناس ، فلما رآني رحب بي ، وقال : هلم . فسرت معه ، فلما كان ببعض الطريق سمع غلاما يدعو جارية من دار ، وإذا هي باسم جارية له يحبها ، فانزعج لذلك وشكا إلي ما لقي من ذلك ، فقلت : أصابك ما أصاب أخا بني عامر حيث يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى     فهيج أحزان الفؤاد ولا يدري
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      دعا باسم ليلى غيرها فكأنما     أطار بليلى طائرا كان في صدري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال : اكتب لي هذين البيتين . قال : فذهبت إلى بقال ، فرهنت عنده خاتمي على ثمن ورقة ، وكتبتهما له فأخذهما وقال : انطلق راشدا . فرجعت إلى منزلي ، فقال لي غلامي : هات خاتمك حتى نرهنه على طعام لنا وعلف للدابة . فقلت : إني رهنته . فما أمسينا حتى أرسل إلي الفضل بثلاثين ألفا ، وعشرة آلاف درهم سلفا لشهرين من رزق أجراه علي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ودخل عليه بعض الأكابر ، فأكرمه الفضل وأجلسه معه على السرير ، [ ص: 22 ] فشكا إليه الرجل دينا عليه ، وسأله أن يكلم في ذلك أمير المؤمنين ، فقال : نعم ، وكم دينك ؟ قال : ثلاثمائة ألف درهم . فخرج من عنده وهو مهموم لضعف رده عليه ، ثم مال إلى بعض إخوانه ، فاستراح عنده ، ثم رجع إلى منزله فإذا المال قد سبقه إليه ، وما أحسن ما قال فيه بعض الشعراء :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لك الفضل يا فضل بن يحيى بن خالد     وما كل من يدعى بفضل له الفضل
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      رأى الله فضلا منك في الناس واسعا     فسماك فضلا فالتقى الاسم والفعل

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد كان الفضل أكبر رتبة من جعفر ، ولكن جعفرا أحظى عند الرشيد منه وأخص . وقد ولي الفضل أعمالا كبارا ، منها نيابة خراسان وغيرها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلما قتل الرشيد جعفرا وحبس البرامكة ، جلد الفضل بن يحيى بن خالد مائة سوط ، وخلده في السجن حتى مات في هذه السنة ، قبل الرشيد بشهور خمسة بالرقة ، وصلى عليه بالقصر الذي مات فيه أصحابه ، ثم أخرجت جنازته ، فصلى عليها الناس ، ودفن هناك وله خمس وأربعون سنة ، وكان سبب موته ثقل أصابه في لسانه اشتد به يوم الخميس ويوم الجمعة وتوفي قبل أذان الغداة من يوم السبت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن جرير : وذلك في المحرم من سنة ثلاث وتسعين ومائة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 23 ] وقال ابن الجوزي في " المنتظم " : كان ذلك في سنة ثنتين وتسعين ومائة . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد أطال ابن خلكان ترجمته ، وذكر طرفا صالحا من محاسنه ومكارمه ، من ذلك أنه ورد بلخ حين كان نائبا على خراسان وكان بها بيت النار التي كانت تعبدها المجوس ، وقد كان جده برمك من خدامها ، فهدم بعضه ولم يتمكن من هدمه كله ؛ لقوة إحكامه وبنى مكانه مسجدا لله تعالى . وذكر أنه كان يتمثل في السجن بهذه الأبيات :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إلى الله فيما نالنا نرفع الشكوى     ففي يده كشف المضرة والبلوى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها     فلا نحن في الأموات فيها ولا الأحيا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا جاءنا السجان يوما لحاجة     عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومحمد بن أمية ، الشاعر الكاتب ، وهو من بيت كلهم شعراء ، وقد اختلط أشعار بعضهم في بعض وله شعر رائق ، ومديح فائق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 24 ] منصور بن الزبرقان بن سلمة ، أبو الفضل النميري ، الشاعر ، امتدح الرشيد . وأصله من الجزيرة وأقام ببغداد ، ويقال لجده : مطعم الكبش الرخم . وذلك أنه أضاف قوما ، فجعلت الرخم تحملق حولهم ، فأمر بكبش يذبح للرخم حتى لا يتأذى بها أضيافه ، فقيل له ذلك لذلك ، ولهذا قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبوك زعيم بني قاسط     وخالك ذو الكبش يقري الرخم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله أشعار حسنة ، وكان يروي عن كلثوم بن عمرو ، وكان شيخه الذي أخذ عنه الغناء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يوسف بن القاضي أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم ، سمع الحديث من السري بن يحيى ، ويونس بن أبي إسحاق ، ونظر في الرأي ، وتفقه ، وولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد في حياة أبيه ، وصلى بالناس الجمعة بجامع المنصور ، عن أمر الرشيد . توفي في رجب من هذه السنة وهو قاض ببغداد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية