الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يقدم قومه يوم القيامة الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( يقدم قومه يوم القيامة ) يقول : أضلهم فأوردهم النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( يقدم قومه يوم القيامة ) قال : فرعون يمضي بين أيدي قومه حتى يهجم بهم على النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( فأوردهم النار ) قال الورود الدخول .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 135 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال الورود في القرآن أربعة ، في هود ( وبئس الورد المورود ) وفي مريم ( وإن منكم إلا واردها ) وفيها أيضا ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) وفي «الأنبياء» ( حصب جهنم أنتم لها واردون ) قال : كل هذا الدخول .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ( وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ) [ هود : 60 ] أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان ( بئس الرفد المرفود ) اللعنة في أثر اللعنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( بئس الرفد المرفود ) قال : لعنة الدنيا والآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في الآية قال : لم يبعث نبي بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة يزيد لعنة أخرى في النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري في «الوقف والابتداء» والطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل ( بئس الرفد المرفود ) قال : بئس اللعنة بعد اللعنة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 136 ]


                                                                                                                                                                                                                                      لا تقذفني بركن لا كفاء له وإن تأثفك الأعداء بالرفد



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية