الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها النبي شروع في بيان كفايته تعالى إياه - صلى الله عليه وسلم - في جميع أموره وأمور المؤمنين، أو في الأمور الواقعة بينهم وبين الكفرة كافة إثر بيان كفايته تعالى إياه - صلى الله عليه وسلم - في مادة خاصة، وتصدير الجملة بحرفي النداء والتنبيه للتنبيه على مزيد الاعتناء بمضمونها، وإيراده - صلى الله عليه وسلم - بعنوان النبوة للإشعار بعليتها للحكم حسبك الله أي: كافيك في جميع أمورك، أو فيما بينك وبين الكفرة من الحراب ومن اتبعك من المؤمنين في محل النصب على أنه مفعول معه، أي: كفاك وكفى أتباعك الله ناصرا كما في [ ص: 34 ] قول من قال:


                                                                                                                                                                                                                                      فحسبك والضحاك عضب مهند



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: في موضع الجر عطفا على الضمير، كما هو رأي الكوفيين، أي: كافيك وكافيهم، أو في محل الرفع عطفا على اسم الله تعالى، أي: كفاك الله والمؤمنين، والآية نزلت في البيداء في غزوة بدر قبل القتال، وقيل: أسلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، ثم أسلم عمر - رضي الله عنه – فنزلت، ولذلك قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: نزلت في إسلام عمر، رضي الله عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية