قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28743_28902_29002nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_30337_30340_33679_29002nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أن سبب هذه الآية
أن اليهود قالت: يا محمد، كيف عنينا بهذا القول nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ونحن قد أوتينا التوراة فيها كلام الله وأحكامه، وعندك أنها تبيان كل شيء؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التوراة قليل من كثير"، ونزلت هذه الآية، وهذا هو القول الصحيح، والآية مدنية. وقال قوم: إن
[ ص: 58 ] سبب الآية أن
قريشا قالت: سيتم هذا الكلام
لمحمد وينحسر، فنزلت. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : قريش: ما أكثر كلام
محمد، فنزلت.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
والغرض منها الإعلام بكثرة كلمات الله تعالى، وهي في نفسها غير متناهية، وإنما قرب الأمر على أفهام البشر بما يتناهى; لأنه غاية ما يعهده البشر من الكثرة، وأيضا فإن الآية إنما تضمنت أن كلمات الله تعالى لم تكن لتنفد، وليس تقتضي الآية أنها تنفد بأكثر من هذه الأقلام والبحور.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : المراد بالكلمات - والله أعلم - ما في المقدور دون ما أخرج منه إلى الوجود. وذهبت فرقة إلى أن (الكلمات) هنا إشارة إلى المعلومات.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول ينحو إلى الاعتزال من حيث يرون في الكلام أنه مخلوق، نور الله تعالى قلوبنا بهداه.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو وحده من السبعة،
وابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى : "والبحر" بالنصب عطفا على "ما" التي هي اسم "أن"، وقرأ جمهور الناس: "والبحر" بالرفع على أنه ابتداء، وخبره في الجملة التي بعده; لأن تقديره: "هذه حاله"، كذا، قدرها
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، وقال بعض النحويين: هو عطف على "أن"; لأنها في موضع رفع بالابتداء. وقرأ جمهور
[ ص: 59 ] الناس:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27 "يمده"، من "مد"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن: "يمده" من "أمد"، وقالت فرقة: هما بمعنى واحد، وقالت فرقة: مد الشيء بعضه بعضا، وأمد الشيء ما ليس منه، فكأن الأبحر السبعة المتوهمة ليست من البحر الموجود. وقرأ
جعفر بن محمد: "والبحر مداده"، وهو مصدر، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "وبحر يمده"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: "ما نفد كلام الله".
ثم ذكر تعالى أمر الخلق والبعث أنه في الجميع وفي شخص واحد بالسواء; لأنه كله "بكن فيكون" قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش أن هذه الآية في
أبي بن خلف، وأبي الأسود وبنيه،
ومنبه بن الحجاج ، وذلك
أنهم قالوا: يا محمد، إنا نرى الطفل يخلق بتدريج وأنت تقول: الله يعيدنا دفعة واحدة، فنزلت الآية بسببهم.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28743_28902_29002nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ عَزِيزٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_30337_30340_33679_29002nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ سَبَبَ هَذِهِ الْآيَةِ
أَنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، كَيْفَ عَنَيْنَا بِهَذَا الْقَوْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا وَنَحْنُ قَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ فِيهَا كَلَامُ اللَّهِ وَأَحْكَامُهُ، وَعِنْدَكَ أَنَّهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "التَّوْرَاةُ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ"، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَهَذَا هُوَ الْقَوْلُ الصَّحِيحُ، وَالْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ. وَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّ
[ ص: 58 ] سَبَبَ الْآيَةِ أَنَّ
قُرَيْشًا قَالَتْ: سَيَتِمُّ هَذَا الْكَلَامُ
لِمُحَمَّدٍ وَيَنْحَسِرُ، فَنَزَلَتْ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدَيِّ : قُرَيْشٌ: مَا أَكْثَرَ كَلَامِ
مُحَمَّدٍ، فَنَزَلَتْ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَالْغَرَضُ مِنْهَا الْإِعْلَامُ بِكَثْرَةِ كَلِمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهِيَ فِي نَفْسِهَا غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ، وَإِنَّمَا قَرُبَ الْأَمْرُ عَلَى أَفْهَامِ الْبَشَرِ بِمَا يَتَنَاهَى; لِأَنَّهُ غَايَةُ مَا يَعْهَدُهُ الْبَشَرُ مِنَ الْكَثْرَةِ، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْآيَةَ إِنَّمَا تَضَمَّنَتْ أَنَّ كَلِمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَمْ تَكُنْ لِتَنْفَدَ، وَلَيْسَ تَقْتَضِي الْآيَةُ أَنَّهَا تَنْفَدُ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الْأَقْلَامِ وَالْبُحُورِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ : الْمُرَادُ بِالْكَلِمَاتِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مَا فِي الْمَقْدُورِ دُونَ مَا أَخْرَجَ مِنْهُ إِلَى الْوُجُودِ. وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ إِلَى أَنَّ (الْكَلِمَاتِ) هُنَا إِشَارَةٌ إِلَى الْمَعْلُومَاتِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذَا قَوْلٌ يَنْحُو إِلَى الِاعْتِزَالِ مِنْ حَيْثُ يَرَوْنَ فِي الْكَلَامِ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ، نَوَّرَ اللَّهُ تَعَالَى قُلُوبَنَا بِهُدَاهُ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرُو وَحْدَهُ مِنَ السَّبْعَةِ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى : "وَالْبَحْرَ" بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى "مَا" الَّتِي هِيَ اسْمُ "أَنَّ"، وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "وَالْبَحْرُ" بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ ابْتِدَاءٌ، وَخَبَرُهُ فِي الْجُمْلَةِ الَّتِي بَعْدَهُ; لِأَنَّ تَقْدِيرَهُ: "هَذِهِ حَالُهُ"، كَذَا، قَدَّرَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: هُوَ عَطْفٌ عَلَى "أَنْ"; لِأَنَّهَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ. وَقَرَأَ جُمْهُورُ
[ ص: 59 ] النَّاسِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27 "يَمُدُّهُ"، مَنْ "مَدَّ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: "يَمُدُّهُ" مِنْ "أَمَدَّ"، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: مَدَّ الشَّيْءُ بَعْضَهُ بَعْضًا، وَأَمَدَّ الشَّيْءُ مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَكَأَنَّ الْأَبْحُرَ السَّبْعَةَ الْمُتَوَهِّمَةَ لَيْسَتْ مِنَ الْبَحْرِ الْمَوْجُودِ. وَقَرَأَ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: "وَالْبَحْرُ مِدَادُهُ"، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "وَبَحْرٌ يَمُدُّهُ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: "مَا نَفِدَ كَلَامُ اللَّهِ".
ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى أَمْرَ الْخَلْقِ وَالْبَعْثِ أَنَّهُ فِي الْجَمِيعِ وَفِي شَخْصٍ وَاحِدٍ بِالسَّوَاءِ; لِأَنَّهُ كُلَّهُ "بِكُنْ فَيَكُونُ" قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي
أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَأَبِي الْأَسْوَدِ وَبَنِيهِ،
وَمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَذَلِكَ
أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَرَى الطِّفْلَ يُخْلَقُ بِتَدْرِيجٍ وَأَنْتَ تَقُولُ: اللَّهُ يُعِيدُنَا دُفْعَةً وَاحِدَةً، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ بِسَبَبِهِمْ.