الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
763 796 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف، أنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=16055سمي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=hadith&LINKID=650754أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " nindex.php?page=treesubj&link=1570_30496_30510_30524_1548إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
قد تقدم في الباب الماضي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في حال رفعه من الركوع: " سمع الله لمن حمده "، ثم يقول بعد انتصابه منه: " ربنا ولك الحمد "، فدل على أن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبي يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ، فعندهما: يقتصر الإمام على التسميع والمأموم على التحميد؛ لظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هذا.
وحمل بعض أصحابهما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة السابق في الجمع بينهما على النافلة، وهو بعيد جدا.
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه ": أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بينهما إذا رفع رأسه من الركوع من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=51وابن أبي أوفى . ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة - أيضا - لكن في صلاة النافلة.
[ ص: 74 ] وفي هذا الحديث: الأمر للمأمومين أن يقولوا: " اللهم ربنا ولك الحمد " إذا قال: " سمع الله لمن حمده "، فيجتمع الإمام والمأمومون في قول: " ربنا ولك الحمد ".
واستدل بهذا من قال: إن المأموم لا يقول: " سمع الله لمن حمده " كالإمام، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي .
وقالت طائفة: يجمع المأموم بين الأمرين - أيضا - فيسمع ويحمد.
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وأبي بردة nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وفيه حديثان صريحان في المأموم أنه يجمع بينهما، ولكنهما ضعيفان: قاله nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره.
وروي - أيضا - عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى ، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا.
ومعنى قوله: " سمع الله لمن حمده ": استجاب الله لحامده كما استعاذ من دعاء لا يسمع، أي: لا يستجاب؛ فكذلك يشرع عقب ذلك الاجتماع على حمد الإمام من الإمام ومن خلفه.
وظاهر هذا الحديث: يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=29747الملائكة تحمد مع المصلين ، فلهذا علل أمرهم بالتحميد بقوله: " من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
[ ص: 75 ] وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، يسمع الله لكم، فإن الله تعالى قال على لسان نبيه: سمع الله لمن حمده ".
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المخرج في هذا الباب: " اللهم، ربنا لك الحمد " بغير واو.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المخرج في الباب قبله: " اللهم، ربنا ولك الحمد " بالواو.
وفي رواية أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - سبق تخريجها -: " ربنا لك الحمد " بغير واو.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : روى nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري فيه ثلاثة أحاديث عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه.
يعني: كلها بالواو.
وقال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي الطويل: " ولك الحمد ".
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أنه سأل أبا عمرو عن الواو في قوله: " ربنا ولك [ ص: 76 ] الحمد ". فقال: هي زائدة.
وذكر غيره أنها عاطفة على محذوف، تقديره: ربنا أطعناك وحمدناك ولك الحمد.
قال أصحابنا: فإن قال: " ربنا ولك الحمد " فالأفضل إثبات الواو، وإن زاد في أولها: " اللهم " فالأفضل إسقاطها، ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية حرب ؛ لأن أكثر أحاديثها كذلك، ويجوز إثباتها؛ لأنه ورد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب الماضي.
وذهب nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري والكوفيون إلى أن الأفضل: " ربنا لك الحمد " بغير واو.