الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12125 وعن يزيد بن أبي حبيب أنه حدث محمد بن يزيد بن أبي زياد قال : اصطحب قيس بن خرشة وكعب حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ساعة فقال : لا إله إلا الله ، ليهرقن من دماء المسلمين بهذه البقعة شيء لا يهراق ببقعة من الأرض . فغضب قيس ، ثم قال : وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا ؟ هذا من الغيب الذي استأثر الله به . فقال كعب : ما من الأرض شبر إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى ما يكون عليه وما يخرج فيه إلى يوم القيامة ، قال محمد بن يزيد : ومن قيس بن خرشة ؟ قال : رجل من [ ص: 265 ] قيس ، وما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك ؟ قال : والله ما أعرفه . قال : إن قيس بن خرشة قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن نقول بالحق . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " يا قيس ، عسى إن مد بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول بالحق معهم " . قال قيس : والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إذا لا يضرك شيء " . قال : فكان قيس يعيب على زياد وابنه عبيد الله بن زياد ، فأرسل إليه فقال : أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله ؟ قال : لا ، ولكن إن شئت أخبرتك من يفتري على الله وعلى رسوله ، من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . رواه الطبراني ، وهو مرسل .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية