الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 50 ] خلافة محمد الأمين بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لما توفي الرشيد بطوس في جمادى الآخرة من هذه السنة أعني سنة ثلاث وتسعين ومائة كتب صالح بن الرشيد إلى أخيه ، ولي العهد من بعد أبيه محمد بن الرشيد الملقب بالأمين ، وهو ابن زبيدة ، يعلمه ببغداد بوفاة أبيه ، ويعزيه فيه ، فلما وصل الكتاب صحبة رجاء الخادم ، ومعه الخاتم ، والقضيب والبردة يوم الخميس الرابع عشر من جمادى الآخرة فركب الأمين من قصره بالخلد إلى قصر أبي جعفر المنصور الذي يقال له قصر الذهب على شط بغداد وكان ذلك يوم الجمعة النصف من جمادى ، فصلى بالناس ثم صعد المنبر ، فخطبهم ، وعزاهم في الرشيد ، وبسط آمال الناس ، ووعدهم الخير ، فبايعه الخواص من قومه ، ووجوه الأمراء ، وأمر بصرف أعطيات الجند عن سنتين ، نزل وأمر عمه سليمان بن أبي جعفر أن يأخذ البيعة له من بقية الناس ، فلما انتظم أمر الأمين ببغداد ، واستقام حاله فيها حسده أخوه المأمون ووقع [ ص: 51 ] الخلف بينهما على ما سنذكره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية