الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وضربت عليهم الذلة . أي: الزموها ، قال الفراء: الذلة والذل: بمعنى واحد وقال الحسن: هي الجزية . وفي المسكنة قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها الفقر والفاقة ، قاله أبو العالية ، والسدي ، وأبو عبيدة ، وروي عن السدي قال: هي فقر النفس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: الخضوع ، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وباءوا أي: رجعوا . وقوله تعالى: ذلك إشارة إلى الغضب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل إلى جميع ما ألزموه من الذلة والمسكنة وغيرها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ويقتلون النبيين .

                                                                                                                                                                                                                                      كان نافع يهمز "النبيين" و"الأنبياء" و"النبوة" وما جاء من ذلك ، إلا في موضعين في الأحزاب: تدخلوا بيوت النبي 53 إن وهبت نفسها للنبي 50 . وإنما ترك الهمز في هذين الموضعين لاجتماع همزتين مكسورتين من جنس واحد ، وباقي القراء لا يهمزون جميع المواضع . قال الزجاج: الأجود ترك الهمز . واشتقاق النبي من: نبأ ، وأنبأ ، أي: أخبر . ويجوز أن يكون من: نبا ينبو: إذا ارتفع ، فيكون بغير همز: فعيلا ، من الرفعة . قال عبد الله بن مسعود: كانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم ثلاثمائة نبي ، ثم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: بغير الحق فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أن معناه: بغير جرم ، قاله ابن الأنباري . والثاني: أنه توكيد ، كقوله تعالى: ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . والثالث: أنه خارج مخرج الصفة لقتلهم أنه ظلم ، فهو كقوله تعالى: [ ص: 91 ] رب احكم بالحق فوصف حكمه بالحق ، ولم يدل على أنه يحكم بغير الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وكانوا يعتدون العدوان: أشد الظلم . وقال الزجاج: الاعتداء: مجاوزة القدر في كل شيء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية