الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

تذييل ثان في قوة التأكيد لقوله : إن الله بكل شيء عليم ، ولذلك فصل بدون عطف لأن ثبوت ملك السماوات والأرض لله - تعالى - يقتضي أن يكون عليما بكل شيء لأن تخلف العلم عن التعلق ببعض المتملكات يفضي إلى إضاعة شؤونها .

فافتتاح الجملة بـ ( إن ) مع عدم الشك في مضمون الخبر يعين أن ( إن ) لمجرد الاهتمام فتكون مفيدة معنى التفريع بالفاء والتعليل .

ومعنى الملك : التصرف والتدبير . وقد تقدم عند قوله - تعالى : ملك يوم الدين

وزيادة جملتي يحيي ويميت لتصوير معنى الملك في أتم مظاهره المحسوسة للناس المسلم بينهم أن ذلك من تصرف الله - تعالى - لا يستطيع أحد دفع ذلك ولا تأخيره .

وعطف جملة وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير لتأييد المسلمين بأنهم منصورون في سائر الأحوال لأن الله وليهم فهو نصير لهم ، ولإعلامهم بأنهم لا يخشون الكفار لأن الكافرين لا مولى لهم لأن الله غاضب عليهم فهو لا ينصرهم . وذلك مناسب لغرض الكلام المتعلق باستغفارهم للمشركين بأنه لا يفيدهم .

وتقدم الكلام على الولي عند قوله - تعالى : قل أغير الله أتخذ وليا في أول سورة الأنعام .

[ ص: 49 ] والنصير : الناصر . وتقدم معنى النصر عند قوله - تعالى - : ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون في سورة البقرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية