الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : قوله تعالى : { من الذين أوتوا الكتاب } : وفي ذكرهم هاهنا ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول : أنهم كانوا أمروا بقتال المشركين ، فأمروا أيضا بقتال أهل الكتاب مع [ ص: 476 ] المشركين ، لما فيه من الحق من ذكر الرسول وغيره ، وكان تخصيصا لما تناوله اللفظ العام على معنى التأكيد .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن قوله : { من الذين أوتوا الكتاب } تأكيد للحجة ; فإن المشركين من عبدة الأوثان لم تكن عندهم مقدمة من التوحيد والنبوة وشريعة الإسلام ، فجاءهم الأمر كله فجأة على جهالة .

                                                                                                                                                                                                              فأما أهل الكتاب فقد كانوا عالمين بالتوحيد والرسل والشرائع والملل ، وخصوصا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وملته وأمته ; فلما أنكروه تأكدت عليهم الحجة ، وعظمت منهم الجريمة ، فنبه على محلهم بذلك .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أن تخصيصهم بالذكر إنما كان لأجل قوله تعالى بعد ذلك : { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } .

                                                                                                                                                                                                              والذين يختصون بفرض الجزية عليهم هم أهل الكتاب دون غيرهم من صنف الكفار ، وهذا صحيح على أحد الأقوال على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية