الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " قل يا أيها الناس " قال ابن عباس : يعني أهل مكة " إن كنتم في شك من ديني " الإسلام " فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله " وهي الأصنام " ولكن أعبد الله الذي " يقدر أن يميتكم . وقال ابن جرير : معنى الآية : لا ينبغي لكم أن تشكوا في ديني ، لأني أعبد الله الذي يميت وينفع ويضر ، ولا تستنكر [ ص: 70 ] عبادة من يفعل هذا ، وإنما ينبغي لكم أن تشكوا وتنكروا ما أنتم عليه من عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن قيل : لم قال : " الذي يتوفاكم " ولم يقل : " الذي خلقكم " ؟

                                                                                                                                                                                                                                      فالجواب : أن هذا يتضمن تهديدهم ، لأن ميعاد عذابهم الوفاة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وأن أقم وجهك " المعنى : وأمرت أن أقم وجهك ، وفيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أخلص عملك . والثاني : استقم بإقبالك على ما أمرت به بوجهك .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي المراد بالحنيف ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنه المتبع ، قاله مجاهد . والثاني : المخلص ، قاله عطاء . والثالث : المستقيم ، قاله القرظي

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك " إن دعوته " ولا يضرك " إن تركت عبادته . " والظالم " الذي يضع الشيء في غير موضعه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية