الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب النهي عن التضييق على الناس في الصدقة

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت مر على عمر بن الخطاب بغنم من الصدقة فرأى فيها شاة حافلا ذات ضرع عظيم فقال عمر ما هذه الشاة فقالوا شاة من الصدقة فقال عمر ما أعطى هذه أهلها وهم طائعون لا تفتنوا الناس لا تأخذوا حزرات المسلمين نكبوا عن الطعام

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          16 - باب النهي عن التضييق على الناس في الصدقة

                                                                                                          602 601 - ( مالك ، عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( عن محمد بن يحيى بن حبان ) بفتح المهملة والموحدة الثقيلة ، الأنصاري المدني ( عن القاسم بن محمد ، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : مر ) بضم الميم ( على عمر بن الخطاب بغنم من الصدقة فرأى فيها شاة حافلا ) مجتمعا لبنها ، يقال حفلت الشاة بالتثقيل : تركت حلبها حتى اجتمع اللبن في ضرعها ، فهي محفلة ، وكأن الأصل حفلت لبن الشاة ; لأنه هو المجموع فهي محفل لبنها ( ذات ضرع ) بفتح فسكون ، ثدي ( عظيم فقال عمر : ما هذه الشاة ؟ فقالوا : شاة من الصدقة ، فقال عمر : ما أعطى هذه أهلها وهم طائعون ) قال أبو عمر : إنما أخذت ، والله أعلم ، من غنم كلها لبون كما لو كانت كلها مواخض أخذ منها ولد ، لم يأمر عمر بردها ، ورده ابن زرقون بأن مشهور المذهب أن الساعي لا يأخذ منها ولربها أن يأتيه بما فيه وفاء . الباجي : يحتمل أنه علم أن صاحبها قد طابت نفسه بها ( لا تفتنوا ) بكسر التاء ( الناس لا تأخذوا حزرات ) بفتح الحاء المهملة والزاي المنقوطة فراء بلا نقط ، خيار أموال ( المسلمين ) جمع حزرة بالسكون يطلق على الذكر والأنثى وقد تسكن في الجميع على توهم الصفة ، ويروى : حرزات بتقديم الراء على الزاي ، قيل سميت بذلك لأن صاحبها يحرزها أي يصونها عن الابتذال ( نكبوا عن الطعام ) أي ذوات الدر ، قال موسى بن طارق : قلت لمالك : ما معناه ؟ فقال : لا يأخذ المصدق لبونا




                                                                                                          الخدمات العلمية