الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء قال : قال عمر بن عبد العزيز لحاجبه : لا يدخلن علي اليوم إلا مرواني ، فلما اجتمعوا عنده حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا بني مروان ، إنكم قد أعطيتم حظا وشرفا وأموالا ، إني لأحسب شطر أموال هذه الأمة أو ثلثه في أيديكم فسكتوا ، فقال عمر : ألا تجيبوني ؟ فقال رجل من القوم : والله لا يكون ذلك حتى يحال بين رءوسنا وأجسادنا ، والله لا نكفر آباءنا ، ولا نفقر أبناءنا ، فقال عمر : والله لولا أن تستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق له لأصعرت خدودكم ، قوموا عني .

              حدثنا الحسن بن محمد ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله ، ثنا ابن وهب ، حدثني مالك ، أن عمر بن عبد العزيز ذكر ما مضى من العدل والجور ، وعنده هشام بن عبد الملك ، فقال هشام : إنا والله لا نعيب آباءنا ، ولا نضع شرفنا في قومنا ، فقال عمر : وأي عيب أعيب مما عابه القرآن ؟ .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، عن أبي عثمان الثقفي قال : كان لعمر بن عبد العزيز غلام على بغل له يأتيه كل يوم بدرهم ، فجاءه يوما بدرهمين ، فقال : ما بدا لك ؟ قال : نفقت السوق ، قال : لا ولكنك أتعبت البغل ، أجمه ثلاثة أيام .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ح .

              وحدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا زياد بن أيوب ، ثنا يحيى بن أبي غنية ، ثنا نوفل بن أبي الفرات قال : كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصر ، فلما ولي عمر قال : لا يلي إنزالها أحد غيري ، فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته ، فأنزلها ثم طبق لها وسادتين إحداهما على [ ص: 274 ] الأخرى ، ثم أنشأ يمازحها ، ولم يكن من شأنه المزاح ، فقال : أما رأيت الحرس الذي على الباب ؟ قالت : بلى ، فربما رأيتهم عند من هو خير منك . فلما رأى الغضب لا يتحلل عنها ، أخذ في الجد وترك المزاح ، فقال : يا عمة ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، فترك الناس على نهر مورود ، فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص منه شيئا ، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر ، فكرى منه ساقية ، ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة ، وايم الله ، لئن أبقاني الله لأسكرن تلك السواقي حتى أعيده إلى مجراه الأول ، قالت : فلا يسبوا عندك إذا ، قال : ومن يسبهم ؟ إنما يرفع إلي الرجل مظلمته فأردها عليهم .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا شيبان ، ثنا ابن أبي شيبة ، ثنا محمد بن راشد ، عن سليمان - يعني ابن موسى - أنه بلغه أن قوما من الأعراب خاصموا إلى عمر بن عبد العزيز قوما من بني مروان في أرض كانت الأعراب أحيوها ، فأخذها الوليد بن عبد الملك فأعطاها بعض أهله ، فقال عمر بن عبد العزيز : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البلاد بلاد الله ، والعباد عباد الله ، من أحيا أرضا ميتا فهي له . فردها على الأعراب .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثنا أيوب بن سويد ، ثنا ابن شوذب ، ثنا إياس بن معاوية بن قرة قال : ما شبهت عمر بن عبد العزيز إلا برجل صناع حسن الصنعة ، ليست له أداة يعمل بها - يعني لا يجد من يعينه - .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية