الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
* مسألة: في الزئبق، قيل: إنه يحمل في جلد خنزير أو كلب، هل ينجس أم لا؟

الجواب: الزئبق طاهر، وإن لاقى نجاسة جلد خنزير أو غير ذلك لم ينجس في أظهر قولي العلماء; فإنه لا يتغير بملاقاة النجاسة، ولا يظهر فيه طعمها ولا لونها ولا ريحها، ومتى كان كذلك لم ينجس عند جمهور [ ص: 318 ] السلف، وهو مذهب أهل المدينة وغيرهم، وأحمد في إحدى الروايتين عنه، والشافعي في قول محكي عنه اختاره طائفة من أصحابه في الماء.

وأما سائر المائعات، فقد قيل: إنها كالماء، كقول أبي ثور، ورواية الإمام أحمد.

وقيل: لا تنجس وإن نجس الماء، كقول بعض المدنيين.

وقيل: بل تنجس وإن لم ينجس الماء، كقول الشافعي.

والقولان الأولان أصح، كما قد بسط في موضعه.

ومن قال: إن الزئبق ينجس، فقد قيل: إنه يطهر بالغسل، كما ذكره ابن عقيل وغيره.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية