الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2804 ( باب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب يذكر فيه كان النبي صلى الله عليه وسلم إلى آخره ، والحكمة فيه أن الشمس إذا زالت تهب رياح النصر ويتمكن من القتال بوقت الإبراد وهبوب الرياح لأن الحرب كلما استحرت وحمي المقاتلون بحركتهم فيها وما حملوه من سلاحهم هبت أرواح العشي فبردت من حرهم ونشطتهم وخففت أجسامهم بخلاف اشتداد الحر ، وقد روى الترمذي من حديث النعمان بن مقرن قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا طلع الفجر أمسك حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قاتل ، فإذا انتصف النهار أمسك حتى تزول الشمس ، فإذا زالت الشمس قاتل حتى العصر ، ثم يمسك حتى يصلي العصر ، ثم يقاتل وكان يقال عند ذلك : تهيج رياح النصر ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلاتهم . وروى أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس . وروى الطبراني من حديث عتبة بن غزوان السلمي قال : كنا نشهد مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم القتال ، فإذا زالت الشمس قال لنا : احملوا ، فحملنا . وروى أيضا من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يلق العدو أول النهار أخر حتى تهب الرياح ويكون عند مواقيت الصلاة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية