الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 481 ] 64 - قالوا : حديثان في الحيض متناقضان

        قالوا : رويتم عن جرير ، عن الشيباني ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا في فوح حيضنا أن نأتزر ، ثم يباشرنا ، وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يملكه .

        ثم رويتم عن عبد العزيز بن محمد ، عن أبي اليمان ، عن أم ذرة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنت إذا حضت نزلت عن المثال إلى الحصير ، فلم نقرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ندن منه حتى نطهر .

        قالوا : وهذا خلاف الأول .

        قال أبو محمد : ونحن نقول : إن الحديث الأول هو الصحيح ، وقد رواه شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ، ثم يضاجعها .

        [ ص: 482 ] وهذه الطريقة خلاف أبي اليمان ، عن أم ذرة ، عن عائشة - رضي الله عنها - ، ولا يجوز على عائشة - رضي الله عنها - أن تقول كنت أباشره في الحيض مرة ، ثم تقول مرة أخرى : كنت لا أباشره في الحيض وأنزل عن الفراش إلى الحصير ، فلا أقربه حتى أطهر ؛ لأن أحد الخبرين يكون كذبا ، والكاذب لا يكذب نفسه ، فكيف يظن ذلك بالصادق الطيب الطاهر ، وليس في مباشرة الحائض إذا ائتزرت وكف ، ولا نقص ، ولا مخالفة لسنة ولا كتاب . وإنما يكره هذا من الحائض وأشباهه من المعاطاة - المجوس .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية