الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 175 ]

                                                                                                                                                                                                                                      سورة يوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      مكية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج النحاس وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : نزلت سورة يوسف بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن الزبير قال : أنزلت سورة يوسف بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقي أنه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة وهذا قبل خروج الستة من الأنصار فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم قال : فقلت اعرض علي فعرض علي الإسلام وقال من خلق السماوات والأرض والجبال قلنا الله قال : فمن خلقكم قلنا الله قال : فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون قلنا نحن ، قال : فالخالق أحق بالعبادة أم المخلوق فأنتم أحق أن يعبدوكم وأنتم عملتموها والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه وأنا أدعو إلى عبادة الله وإلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وصلة الرحم وترك العدوان بغصب الناس ، قلنا : لو كان الذي تدعو إليه باطلا لكان من معالي الأمور ومحاسن الأخلاق ، فأمسك راحلتينا حتى نأتي البيت فجلس عنده معاذ بن عفراء قال : فطفت وأخرجت سبعة أقداح فجعلت له منها قدحا فاستقبلت البيت فضربت بها [ ص: 176 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فضربت فخرج سبع مرات فصحت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فاجتمع الناس علي وقالوا : مجنون رجل صبأ ، قلت : بل رجل مؤمن ثم جئت إلى أعلى مكة فلما رآني معاذ قال : لقد جاء رفاعة بوجه ما ذهب بمثله ، فجئت وآمنت وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يوسف و ( اقرأ باسم ربك ) ثم رجعنا إلى المدينة .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن عكرمة أن مصعب بن عمير لما قدم المدينة يعلم الناس القرآن والإسلام بعث إليهم عمرو بن الجموح : ما هذا الذي جئتمونا به فقالوا : إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن قال : نعم ، فواعدهم يوما فجاء فقرأ عليهم القرآن ( الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في «الدلائل» من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن حبرا من اليهود دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف فقال يا محمد من علمكها قال : الله علمنيها فعجب الحبر لما سمع منه فرجع إلى اليهود فقال لهم : والله إن محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة فانطلق بنفر منهم حتى دخلوا عليه ، فعرفوه بالصفة ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه فجعلوا يستمعون إلى قراءته بسورة [ ص: 177 ]

                                                                                                                                                                                                                                      يوسف فتعجبوا منه وأسلموا عند ذلك .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : سمعت عمر يقرأ في الفجر بسورة يوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : الر تلك آيات الكتاب المبين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) قال : إي والله لمبين بركته وهداه ورشده ، وفي لفظ يبين الله رشده وهداه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) قال : يبين حلاله وحرامه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن خالد بن معدان عن معاذ أنه قال في قول الله ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) قال : يبين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية