الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) إذا علق حكما على علة عم بالقياس شرعا ، لا بالصيغة .

            وقال القاضي : لا يعم .

            وقيل : بالصيغة ، كما لو قال : حرمت المسكر لكونه حلوا .

            لنا : ظاهر في استقلال العلة . فوجب الاتباع .

            ولو كان بالصيغة لكان قول القائل : أعتقت غانما لسواده يقتضي عتق سودان عبيده - ولا قائل به .

            التالي السابق


            ش - اختلفوا في أنه إذا علق الرسول عليه السلام حكما بعلة هل يعم الحكم في جميع صور وجود العلة أم لا ؟ فقال القاضي : لا يعم .

            وقال آخرون : يعم .

            ثم القائلون بالعموم اختلفوا .

            فقال بعضهم : إنه يعم الحكم في جميع صور وجود العلة [ ص: 192 ] بالقياس شرعا ، لا بالصيغة ، أي موجب العموم القياس الشرعي ، لا الصيغة . وهو المختار .

            وقال الآخرون : يعم بالصيغة أي موجب العموم الصيغة .

            مثال ذلك كما لو قال : حرمت المسكر لكونه حلوا .

            فإنه على المذهب الأول لا يعم الحرمة في جميع صور وجود الحلاوة .

            وعلى المذهب المختار يعم في جميع صور وجود الحلاوة بالقياس الشرعي .

            وعلى المذهب الثالث يعم بالصيغة .

            واحتج المصنف على أنه يعم الحكم في جميع صور وجود العلة بالقياس الشرعي ، ولا يعم بالصيغة .

            أما الأول - فلأن تعليق الحكم على العلة ظاهر في استقلال العلة في اقتضاء الحكم ، فكلما وجدت العلة وجد الحكم . فيثبت عموم الحكم في جميع صور وجود العلة بالقياس .

            وأما الثاني - فلأنه لو كان عموم الحكم في جميع صور وجود [ ص: 193 ] العلة بالصيغة لكان قول القائل : أعتقت غانما لسواده ، يقتضي عتق سودان عبيده .

            والتالي باطل ; إذ لا قائل به .

            بيان الملازمة : أن الصيغة لو كانت مقتضية للعموم ، كانت دلالتها على العموم بحسب الوضع ، فيكون قول القائل : أعتقت غانما لسواده كقوله : أعتقت سودان عبيدي ، فيقتضي عتق سودان عبيده .




            الخدمات العلمية