الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 120 ] ذكر بيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لما جاء الخبر إلى بغداد أن المأمون بايع لعلي بن موسى بولاية العهد من بعده ، اختلفوا فيما بينهم ؛ فمن مجيب مبايع ، ومن آب مانع ، وجمهور العباسيين على الامتناع ، وكان الباعث لهم والقائم في ذلك إبراهيم ومنصور ابنا المهدي ، فلما كان يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة ، أظهر العباسيون البيعة لإبراهيم بن المهدي ولقبوه المبارك وكان أسود اللون ومن بعده لابن أخيه إسحاق بن موسى بن المهدي ، وخلعوا المأمون فلما كان يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة ، أرادوا أن يدعوا للمأمون ، ثم من بعده لإبراهيم ، فقالت العامة : لا نرضى إلا بإبراهيم فقط ، واختلف الناس واضطربوا فيما بينهم ، ولم يصلوا الجمعة وصلى الناس فرادى أربع ركعات .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذه السنة افتتح نائب طبرستان جبالها وبلاد اللارز والشيزر . وذكر ابن جرير أن سلما الخاسر قال في ذلك شعرا . وقد ذكر ابن [ ص: 121 ] الجوزي وغيره أن سلما توفي قبل ذلك بسنتين . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذه السنة أصاب أهل خراسان والري وأصبهان مجاعة شديدة ، وعز الطعام جدا . وفيها تحرك بابك الخرمي واتبعه طوائف من السفلة والجهلة ، وكان يقول بالتناسخ ، قبحه الله ، وسيأتي ما آل أمره إليه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها حج بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية