الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      إسرائيل ( ع )

                                                                                      إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق ، عمرو بن عبد الله ، الحافظ ، الإمام الحجة أبو يوسف الهمداني السبيعي الكوفي .

                                                                                      أكثر عن جده ، وروى أيضا عن : زياد بن علاقة ، وآدم بن علي ، وآدم بن سليمان أبي يحيى ، وإسماعيل السدي ، وعاصم ابن بهدلة ، وعبد الكريم الجزري ، وإبراهيم بن عبد الأعلى ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وأشعث بن أبي الشعثاء ، وثوير بن أبي فاختة ، وسعد أبي مجاهد الطائي ، وسعيد بن مسروق ، وسماك بن حرب ، وعامر بن شقيق بن جمرة الأسدي ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعثمان بن عاصم ، ومخارق الأحمسي ، ومنصور بن المعتمر ، وخلق كثير . [ ص: 356 ] وكان من أوعية الحديث ، ومن مشايخ الإسلام كأبيه وجده وأخيه عيسى .

                                                                                      حدث عنه : أخوه ، وحجاج الأعور ، وأحمد بن خالد الوهبي ، وآدم بن أبي إياس ، وعبد الرزاق ، ومحمد بن سابق ، وشبابة ، وإسحاق بن منصور السلولي ، وأحمد بن يونس ، وحسين بن محمد المروذي ، وعبد الله بن رجاء ، وأبو نعيم ، ومحمد بن كثير العبدي ، وأبو غسان النهدي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وأبو سلمة التبوذكي ، ويحيى بن أبي بكير ، ووكيع ، ويحيى بن آدم ، وعلي بن الجعد ، ومعاوية بن عمرو الأزدي ، وأبو الوليد الطيالسي ، وخلق كثير .

                                                                                      روى هارون بن حاتم ، عن دبيس بن حميد ، أن مولد إسرائيل سنة مائة .

                                                                                      روى عبد الرحمن بن مهدي ، عن عيسى بن يونس قال : قال لي إسرائيل : كنت أحفظ حديث أبي إسحاق ، كما أحفظ السورة من القرآن . ابن المديني : عن يحيى بن سعيد ، قال : إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش .

                                                                                      وروى حرب الكرماني ، عن أحمد ، قال : كان ثقة . وجعل يعجب من حفظه . وأما صالح بن أحمد ، فروى عن أبيه ، قال : إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين ، سمع منه بأخرة .

                                                                                      وقال أبو طالب : سئل أحمد : أيما أثبت : شريك أو إسرائيل ؟ قال : إسرائيل كان يؤدي ما سمع ، كان أثبت من شريك . قلت : من أحب إليك يونس أو إسرائيل ابنه في أبي إسحاق ؟ قال : إسرائيل : لأنه صاحب كتاب . وقال الفضل بن زياد : قلت لأبي عبد الله : من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق ؟ قال : يونس . [ ص: 357 ] وقال أبو داود : قلت لأحمد بن حنبل إسرائيل إذا انفرد بحديث ، يحتج به ؟ قال : إسرائيل ثبت الحديث ، كان يحيى يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات . قال : روى عنه مناكير . ثم قال أحمد : ما حدث عنه يحيى بن سعيد بشيء . قال أحمد : وإسرائيل إذا حدث من كتابه لا يغادر ، ويحفظ من كتابه . وفي رواية عن أحمد ، قال : شريك أضبط من إسرائيل في أبي إسحاق .

                                                                                      وروى عباس ، عن يحيى بن معين ، قال : كان القطان لا يحدث عن إسرائيل ، ولا عن شريك .

                                                                                      وقال ابن معين : قال يحيى بن آدم : كنا نكتب عند إسرائيل من حفظه .

                                                                                      قال يحيى : كان إسرائيل لا يحفظ ، ثم حفظ بعد -يعني أنه درس كتابه- وقال يحيى : إسرائيل أثبت في أبي إسحاق من شيبان .

                                                                                      وروى أحمد بن زهير وغيره ، عن يحيى بن معين : ثقة . وقال العجلي : ثقة . وقال أبو حاتم الرازي : ثقة صدوق ، من أتقن أصحاب أبي إسحاق . وقال يعقوب بن شيبة : صدوق ، وليس بالقوي ، وقال مرة : في حديثه لين .

                                                                                      قال أحمد بن داود الحداني : سمعت عيسى بن يونس يقول : كان أصحابنا سفيان وشريك . . . وعد قوما ، إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق ، يجيئون إلى أبي ، فيقول : اذهبوا إلى ابني إسرائيل ، فهو أروى عنه مني [ ص: 358 ] ، وأتقن لها مني ، وهو كان قائد جده .

                                                                                      وروى محمد بن عبد الله بن أبي الثلج ، عن شبابة : قلت ليونس : أمل علي حديث أبيك . قال : اكتب عن إسرائيل ، فإن أبي أمله عليه . الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ، عن خلف بن تميم : سمعت أبا الأحوص -إن شاء الله- ذكر عن أبي إسحاق ، قال : ما ترك لنا إسرائيل كوة ولا سفطا إلا دحسها كتبا .

                                                                                      محمد بن الحسين الحنيني : سمعت أبا نعيم سئل : أيما أثبت : إسرائيل أو أبو عوانة ؟ قال : إسرائيل . وقال النسائي : ليس به بأس . قلت : قد أثنى على إسرائيل الجمهور ، واحتج به الشيخان ، وكان حافظا ، وصاحب كتاب ومعرفة . وروى محمد بن أحمد بن البراء ، عن علي بن المديني : إسرائيل ضعيف .

                                                                                      قلت : مشى علي خلف أستاذه يحيى بن سعيد ، وقفا أثرهما أبو محمد بن حزم ، وقال : ضعيف . وعمد إلى أحاديثه التي في " الصحيحين " فردها ، ولم يحتج بها ، فلا يلتفت إلى ذلك ، بل هو ثقة . نعم ، ليس هو في التثبت كسفيان وشعبة ، ولعله يقاربهما في حديث جده ، فإنه لازمه صباحا ومساء عشرة أعوام ، وكان عبد الرحمن بن مهدي يروي عنه ويقويه ، ولم يصنع يحيى بن سعيد شيئا في تركه الرواية عنه ، وروايته عن مجالد . [ ص: 359 ]

                                                                                      وروى عباس ، عن يحيى بن معين ، قال : زكريا بن أبي زائدة ، وزهير وإسرائيل ، حديثهم في أبي إسحاق قريب من السواء ، إنما أصحاب أبي إسحاق سفيان وشعبة .

                                                                                      قال عباس الدوري : حدثنا حجين بن المثنى قال : قدم إسرائيل بغداد ; فاجتمع عليه الناس ، فأقعد فوق مكان مرتفع ، فقام رجل معه دفتر ، فجعل يسأله منه ، ولا ينظر فيه الناس ، فلما أقام إسرائيل ، قعد ذاك الرجل ، فأملاه على الناس .

                                                                                      وقد كان عبد الرحمن بن مهدي يقول : إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري .

                                                                                      قلت : هذا أنا إليه أميل مما تقدم ، فإن إسرائيل كان عكاز جده ، وكان مع علمه وحفظه ذا صلاح وخشوع -رحمه الله- وأخوه عيسى أتقن منه ، وأعلم وأعبد -رضي الله عنهما- وقد طول أبو أحمد بن عدي الترجمة وسرد له عدة أحاديث غرائب .

                                                                                      وبلغنا عن شقيق البلخي قال : أخذت الخشوع عن إسرائيل ، كنا حوله لا يعرف من عن يمينه ، ولا من عن شماله ، من تفكره في الآخرة ، فعلمت أنه رجل صالح . وقال علي بن المديني : قال يحيى القطان : إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش . فقيل ليحيى : إن إسرائيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاث مائة ، وعن أبي يحيى القتات ثلاث مائة . فقال : لم يؤت منه ، أتي منهما جميعا . [ ص: 360 ] قلت : يشير إلى لين ابن مهاجر والقتات .

                                                                                      ومن غرائب إسرائيل : روى أحمد في " مسنده " : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا إسرائيل ، حدثنا سعيد بن مسروق ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن عمر ، عن عمر أنه قال : لا وأبي . فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مه ، إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك رواته ثقات .

                                                                                      ومن عواليه : أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه ، أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان ، حدثنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا ، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود ، قال : أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( إني أنا الرزاق ذو القوة المتين ) وهذا حديث غريب .

                                                                                      قال أبو نعيم الملائي ، وقعنب بن المحرر : مات إسرائيل سنة ستين ومائة وقال ابن سعد وشباب العصفري : مات سنة اثنتين وستين ومائة [ ص: 361 ] وقال مطين : مات سنة إحدى .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية