الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1590 ) فصل : فأما التلقين بعد الدفن فلم أجد فيه عن أحمد شيئا ، ولا أعلم فيه للأئمة قولا ، سوى ما رواه الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله فهذا الذي يصنعون إذا دفن الميت ، يقف الرجل ، ويقول : يا فلان بن فلانة ، اذكر ما فارقت عليه ، شهادة أن لا إله إلا الله ؟ فقال : ما رأيت أحدا فعل هذا إلا أهل الشام ، حين مات أبو المغيرة جاء إنسان ، فقال ذاك . قال : وكان أبو المغيرة يروي فيه عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن أشياخهم ، أنهم كانوا يفعلونه ، وكان ابن عياش يروي فيه ، ثم قال فيه : إنما لأثبت عذاب القبر .

                                                                                                                                            قال القاضي ، وأبو الخطاب : يستحب ذلك . ورويا فيه عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : إذا مات أحدكم ، فسويتم [ ص: 192 ] عليه التراب ، فليقف أحدكم عند رأس قبره ، ثم ليقل : يا فلان بن فلانة فإنه يسمع ، ولا يجيب ، ثم ليقل : يا فلان بن فلانة الثانية ، فيستوي قاعدا ، ثم ليقل : يا فلان بن فلانة ، فإنه يقول : أرشدنا يرحمك الله ، ولكن لا تسمعون . فيقول : اذكر ما خرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، وبالقرآن إماما . فإن منكرا ونكيرا يتأخر كل واحد منهما فيقول : انطلق ، فما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته ، ويكون الله تعالى حجته دونهما فقال رجل : يا رسول الله ، فإن لم يعرف اسم أمه ؟ قال : فلينسبه إلى حواء } رواه ابن شاهين في ( كتاب ذكر الموت ) بإسناده .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية