الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ؛ المعنى: بل أكنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت؛ إذ قال لبنيه...؟ فقولك: " إذ " ؛ الثانية؛ موضعها نصب؛ كموضع الأولى؛ وهذا بدل مؤكد؛ وقوله: قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ؛ القراءة على الجمع؛ وقال بعضهم: " وإله أبيك " ؛ كأنه كره أن يجعل العم أباه؛ وجعل " إبراهيم " ؛ بدلا من " أبيك " ؛ مبينا عنه؛ وبخفض " إسماعيل " ؛ و " إسحاق " ؛ كان المعنى: " إلهك وإله أبيك وإله إسماعيل " ؛ كما تقول: " رأيت غلام زيد وعمرو " ؛ أي: " غلامهما " ؛ ومن قال: " وإله آبائك " ؛ فجمع؛ وهو المجتمع عليه؛ جعل " إبراهيم وإسماعيل وإسحاق " ؛ بدلا؛ وكان موضعهم خفضا على البدل المبين عن " آبائك " ؛ وقوله - عز وجل -: إلها واحدا ؛ منصوب على ضربين؛ إن شئت على الحال؛ كأنهم قالوا: " نعبد إلهك في حال وحدانيته " ؛ وإن شئت على البدل؛ وتكون الفائدة من هذا البدل ذكر التوحيد؛ فيكون المعنى: " نعبد إلها واحدا " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية